الرئيس الجديد لأمريكا دونالد ترامب الذي سيبدأ رئاسته في يناير المقبل ليصبح الرئيس الـ 45 لأمريكا بعد فوزه بالانتخابات الأمريكية واجه انتقادات كثيرة من الشعب الأمريكي، وإلى الآن تجوب شوارع أمريكا المظاهرات المناهضة له. أمريكا بلد مقسم بسبب الانتخابات، ومن يحكمها لا بد أن يراعي هذا التقسيم وإلا سوف يصبح في مشاكل مع معارضيه من الداخل، فهو مخير الآن بين أمرين: إما عزل خصومه والاحتفاظ برؤيته وحكم أقل من نصف المجتمع الأمريكي، أو محاولة ردم الهوة وحكم الجميع، وهذا الأمر سيصعب على ترامب، وأغلب الظن أنه سينفذ ما ذهب إليه من تصريحات في برنامجه الانتخابي. ويرجح خبراء كثيرون أن هذه السياسة سوف تعصف بأمريكا داخليا وخارجيا، يقول الكاتب الأمريكي ديفيد إجنا تيوس في هذا الصدد (الصورة التي أخذها كبار المسؤولين في أكثر من 12 بلدا تشي بأن ترامب عديم الخبرة وغير موثوق فيه وقد يندفع إلى تقويض التزامات وتحالفات الولايات المتحدة التقليدية)، وأضاف أيضا (السياسات الخارجية الأمريكية استنادا إلى تصريحاته المعلنة سوف تجلب التركيز الواقعي المكثف على المصالح الوطنية الأمريكية والنفي التام للتفاعلات الأمريكية الخارجية المكلفة). ترامب يفتقر إلى الوضوح حول سياسته الخارجية والداخلية، والعالم يتجمع حول أمريكا وينقسم والجميع يريد أن يعرف سياسات ترامب حيال دولته، وقد لا يكون هناك أي معايير يقاس بها حكم ترامب لأنه أول مسؤول منتخب لم يتحمل أي مسؤولية سياسية من قبل، ولم ينشأ في عائلة سياسية، لذلك العالم أمام ظاهرة لم يألفها من قبل، مع أن أي دولة لها مؤسسات ومكونات ولا يمكن لأي شخص أن يديرها بمفرده، وأمريكا دولة مؤسسات لا يمكن أن تتغير بمجرد وصول رئيس جديد للسلطة. الدولة وليس الفرد من يحدد السياسة الخارجية والداخلية، لذا سيصدم ترامب بالواقع عند تسلمه زمام الأمور وسيخضع للواقع الفعلي للسياسة الأمريكية، وهناك من يرى أن ترامب سيتجنب مشكلات الشرق الأوسط حتى لا يعلن إفلاسه السياسي مبكرا، إلا أنه من البدهي جدا أن بلاده ستواجه في عهده غطرسة إيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وسوف تتصدى أمريكا للتمدد الروسي، وستتغير سياستها في الشرق الأوسط رأسا على عقب، هذا إذا نفذ ترامب تهديداته التي صرح بها في حملته الانتخابية..والرؤية لم تتضح بعد، وفي اعتقادي أن أمريكا لن تخرج عن المنظومة الدولية.