الرأي

مرشحنا الذي تم تعيينه قبل انتخابه!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
ثم إن مواطن الجمال التي لا تخطئها العين البصيرة في انتخابات الاتحاد السعودي لكرة القدم أنها مصممة بطريقة تجمع بين الحسنيين (الانتخاب والتعيين)، وهذا هو العامل المشترك بين الانتخابات الماضية التي جاءت بمرشح الرئاسة العامة لرعاية الشباب وبين الانتخابات اللاحقة التي ستأتي بمرشح الهيئة العامة للرياضة. وهذا الأمر ليس قبيحا كما قد يعتقد البعض ولكنه محبط فقط، والإحباط ليس أسوأ الأشياء في الحياة، ولكنه ملحها. ويفترض أن أكثر المحبطين في هذا الأمر هو الإعلام الرياضي فكل الشتائم والهمز واللمز والنقد البناء والهدام وبينهما مجرد استهلاك للحبال الصوتية دون فائدة. لكن الإعلاميين الرياضيين محصنون ضد الإحباط فهم في الغالب ـ إلا من تولاه الله برحمته ـ مخلوقات متدنية الإحساس. سيأتي الاتحاد الجديد وسيؤيده الذين كانوا يحاربونه والعكس صحيح أيضا، مع أنه لن يتغير شيء في طريقة عمله وآلياتها. وسيكون تابعا للهيئة وستكون هذه التبعية جميلة في أعين الذين كانوا يرونها قبيحة في الفترة السابقة. وستكون تبعية قبيحة في أعين من كانوا يرونها ضرورة في وقت مضى. واللافت في أمر كرة القدم أن هذه الكائنات الوصولية ـ أعني كثيرا من المنتمين للإعلام الرياضي ـ والذين يمثلون الوجه القبيح لكرة القدم هم الأكثر صراخا وافتعالا للمشاكل في الوسط الرياضي، فالأندية تتقبل بعضها بعضا، واللاعبون يلعبون لمن يدفع لهم ـ أيا كان ـ وحتى الجمهور على أرض الواقع وبعيدا عن وسائل التواصل فإنهم يتقبلون بعضهم بعضا ولديهم كثير من الأريحية وسعة الصدر أكثر من تلك التي لدى من يفترض أنهم قادة رأي. وعلى أي حال.. أشعر بكثير من الأسى لأن كرة القدم هي المدخل الذي دخلت منه حرية التعبير للإعلام، وأتت من بوابته الانتخابات، وقد أفسدنا الأمرين وشوهنا الهدف الحقيقي الذي كانت من أجله الحرية ووجد من أجله صندوق الانتخاب. algarni.a@makkahnp.com