المترجمون قادة دفة الحوار في الأمم المتحدة
لولا الطاقم الضخم من المترجمين، لتحولت أشغال الأمم المتحدة إلى فوضى لا تطاق، وبواسطتهم يمكن للاجتماعات التي يحضرها ممثلون عن 193 دولة أن تحرز تقدما، وبعملهم يمكن للدول المتعادية أن تتحاور فوق أرض محايدة
الخميس / 9 / ذو القعدة / 1435 هـ - 17:30 - الخميس 4 سبتمبر 2014 17:30
لولا الطاقم الضخم من المترجمين، لتحولت أشغال الأمم المتحدة إلى فوضى لا تطاق، وبواسطتهم يمكن للاجتماعات التي يحضرها ممثلون عن 193 دولة أن تحرز تقدما، وبعملهم يمكن للدول المتعادية أن تتحاور فوق أرض محايدة. ومنذ 2004 تعمل ريبيكّا ادغينغتون مترجمة لدى الأمم المتحدة، في مقصورة خافتة الأضواء تطل على قاعة كبيرة للمؤتمرات، تأخذ بالكلام بصوت عال وبسرعة عجيبة، وتبدو وكأنها تدرج الكلام درجا ولا تلقط أنفاسا. هذا النوع من الترجمة الفورية، هو المهمة الرئيسية لطاقم المترجمين الفوريين العاملين لدى الأمم المتحدة، ويفضل أن تبدو الترجمة من حيث النطق وكأن المتحدث من الناطقين باللغة الإنجليزية كلغة أم، لكن في بعض الأحيان يكتفي بنقل المعنى بأقصى سرعة ممكنة. يشار إلى أن الأمم المتحدة في جنيف لديها 101 مترجم فوري من بينهم 18 مترجما يعملون في قسم اللغة الإنجليزية، ويمكن لهذا الكادر الاستعانة بنحو خمسين مترجما آخر ممن يعملون لحسابهم الخاص، كما أن نقص المترجمين المؤهلين في اللغتين العربية والصينية، يقتضي أن يقوم المترجمون في بعض الأحيان بالترجمة إلى اللغة الإنجليزية أو الفرنسية، ويشترط أن يتقن الواحد منهم على الأقل لغتين يعمل بهما، بالإضافة إلى لغته الأم. بينما تمثل الترجمة إلى اللغة الروسية تحديا من نوع خاص، كما تقول ريبيكا وإذا لم تُعجب كلمة أو عبارة أعضاء الوفود فإنهم يُخبرون المترجم، وفي كثير من الأحيان يتم ذلك أثناء الترجمة. في سياق متصل يعتبر نيل كومينج 24 عاما أصغر مترجم يعمل في مقر الأمم المتحدة في جنيف، يترجم من اللغتين الفرنسية والروسية إلى الإنجليزية، ويعتبر الحفاظ على الحيادية من أكبر التحديات التي تواجهه. وترى ريبيكا ادغينغتون أن أهم الصفات التي ينبغي أن يتحلّى بها المترجم الجيد، أن يكون واثقا من نفسه ومثاليا وواقعيا في آن واحد، ومن جانبه أشار ألكسندر فويتنكوف المترجم الروسي الأصل إلى أن المهم هو تحمّل الضغوط كما يجب على المترجم أن يكون مهتما ومن المتابعين للشأن العالمي.