الرأي

من يشعل حرائق مستشفيات جازان؟!

يصير خير

محمد حدادي
يزم شفتيه المترهلتين ويكتفي بمطالعتك بنظرة ذابلة! ومع منظره البائس وروح التشاؤم التي يترجمها إلا أن الدهشة - من خلال تعليقاته - تبقى حاضرة! لدرجة أنك لا تدري أعاقل هو؟ أم مجنون؟ أم من عقلاء المجانين؟! تلتقيه وتلقي عليه تحية الصباح؛ وتقول محفزا إياه على التفاؤل: السماء جميلة مع إشراقة هذا اليوم الشتائي الجميل؛ فيرد: وما الفائدة من شروقها وأكثر من 85% من السعوديين مصابون بنقص فيتامين «د»؟! لست بحاجة لمن يعكر عليك صباحك! تتحول عنه لهاتفك؛ تجد «غثاثة» الأخبار أكثر تشاؤما وأشد عبوسا من تعليقاته التشاؤمية السادرة! هااااه؛ ما آخر الأخبار؟ يسألك؛ فتجيب: ليس لها آخر! وللأسف «مشتعلة»، وما يسعد النفس ضئيل جدا! وخذ عندك: احتراق مستشفى «العارضة» العام التابع لمنطقة جازان؛ وقبله احترق مستشفى «صامطة»؛ وقبلهما سبقت حرائق أشد خلفت وفيات وإصابات شتى! تخبره بأن «جنون» هذه الحرائق قد أثار حتى تساؤلات مجلس الشورى! بل وصلت للأموات الذين قضوا نحبهم حرقا في مستشفى جازان العام! لا تزال أرواحهم في «عالم البرزخ» تسأل وزارة الصحة: ماذا حل بقضيتنا يا سادة؟!! ولأن مشاعره تسير على النقيض والمخالفة دوما فإنه يبتسم؛ ربما من باب (شر البلية لا يضحك)! ثم يعلق قائلا: المعروف عن مستشفيات جازان أنها لم تعد صالحة لتقديم رعاية صحية؛ فعمرها الافتراضي انتهى؛ وأصبح ضررها – كمبان قائمة - أشد لتهالكها بشهادة وزارة الصحة نفسها؛ ولصمت الوزارة المطبق ولأن تلك المستشفيات العتيقة أصبحت مركزا للعدوى فإنها ربما تمارس نوعا من «الانتحار» بالقضاء على نفسها هربا من سطوة الضمير وعذابه! تحترق لأن النيران تطهر «البكتيريا» التي تستوطن كل شبر فيها، ولأنها ترغب في الخلاص! فذاكرتها تصطرخ بأوجاع المرضى وأنينهم في ظل عدم اهتمام رسمي عدا تصريحات بإنشاء مشاريع جديدة تستيقظ مع كل فاجعة! يصمت ثم يسأل بخبث: هل وصلت «الحرائق» مبنى مديرية وزارة الصحة بجازان؟!