الرأي

المطالبات بإسقاط الولاية

فهد المرسال
الإهداء لأصوات النساء المطالبة بإزاحة «بعبع» الولاية لكسر هيمنة الرجل على الكثير من شؤون المرأة، وتدخلاته السافرة في قراراتها «المصيرية». تلك الأصوات المطالبة توحدت خلف وسم «سعوديات نطالب بإسقاط الولاية» لشرح الأضرار وتبعات تطبيق قوانين سلمت المرأة على طبق من ذهب لإمرة مجتمع «ذكوري» بحت! ولأولئك أقول: ضخ الهاشتاقات وخلق القصص أحيانا أفعال لن تقود في النهاية إلى ضفاف آمنة لقضيتكن العادلة. نحن متفقون بشأن عدالة القضية وحجم آلامها على حياة كثيرات يتجرعن الألم والهوان تحت وصاية ولي أمر قاصر الفهم والإدراك. الطريقة في التعبير أحيانا تضر القضية وتعرقل سيرها، وقد توئدها! فكرة إسقاط الولاية عنوان كبير إسقاطه يتطلب اعتراف الوطن بأكمله بمؤسساته وتشريعاته بأن «إقصاء المرأة وتهميش دورها خلل فادح»، وكل وطن ينظر بعين ذكورية بحتة هو أعور الرؤية». المرأة والرجل جناحا نهضة الأوطان المحلقة بين زعامات الأمم المتقدمة. لتكن المطالبات ببعض التفاصيل بشكل متدرج، ولندع للزمن دورته الحتمية التي ستنتصر لسمو الصبر وقدسية العدالة، فالمياه إذا أرادت صعود قمم الجبال تساقطت مطرا. أستطيع أن أكون حقوقيا ممتطيا حصان الشعبوية، مجاهرا صادحا بكل الشعارات الرنانة المغازلة للعاطفة والسماء والأغلال حتى تصل ارتدادات صداها للكواكب والنجوم والشمس والقمر دفاعا عن قضية إسقاط الولاية بعنوانها الكبير، وأدرك أنها ستقودني لقلوب الجماهير الهاتفين الطارحين لها في مواقع التواصل الاجتماعي، وسأنال حظوة التفاعل والتداول لأحرفي الطائرة في السماء الضاجة بصخب القضايا والأصوات، ومن يدري قد «تكبر بعيني» وأتجاوز نساء مجتمعي وأطالب بتحرير نساء الغرب وبعض البلدان من إزاحة اسم عائلة الزوجة وإلحاقها باسم زوجها بعد الزواج، في سطو صريح لهويتها ونسبها، فالأسماء هي ركن هويتنا الأولى، وإقصاء اسم عائلتها وكأنها تابعة له عبودية رومانسية! سأناضل من أجل تحرير سيدة البيت الأبيض من عبودية الرجل المدعو ترامب. علينا أن نعترف بأن للشعوب عاداتها التي تفوق أحيانا سلطة الأديان، والمطالبة بإبعادها تحتاج لتدرج حتى تشرق ثقافة جديدة!