نضوب 32 عينا طبيعية كانت مقصدا سياحيا بالأحساء
تعد العيون الطبيعية أحد أبرز عناصر الجذب السياحي في محافظة الأحساء إلا أن تقريرا أصدرته هيئة الري والصرف بالأحساء أخيرا كشف عن نضوب 32 عينا طبيعية فوارة، خلال العقود الثلاثة الماضية، بعد أن كانت تفور بمياهها على جميع نخيل الواحة، وتمثل المصدر الوحيد لمياه الري سابقا
الثلاثاء / 7 / ذو القعدة / 1435 هـ - 22:45 - الثلاثاء 2 سبتمبر 2014 22:45
تعد العيون الطبيعية أحد أبرز عناصر الجذب السياحي في محافظة الأحساء إلا أن تقريرا أصدرته هيئة الري والصرف بالأحساء أخيرا كشف عن نضوب 32 عينا طبيعية فوارة، خلال العقود الثلاثة الماضية، بعد أن كانت تفور بمياهها على جميع نخيل الواحة، وتمثل المصدر الوحيد لمياه الري سابقا. وظلت العيون التي اشتهرت بها واحة الأحساء لفترة من الزمن مقصدا سياحيا لأبناء الخليج ومناطق السعودية القريبة من الأحساء، بيد أنها لم تعد كذلك حاليا، واقتصرت على العيون التي أعادت هيئة الري والصرف تأهيلها من جديد.
3 عيون
وباتت أحواض العيون اليوم، مكانا لتجميع المياه التي يتم ضخها من الآبار المحفورة بجانبها، واقتصر ذلك على ثلاثة عيون وهي أم سبعة، الحارة والجوهرية، إضافة إلى 39 بئرا إنتاجيا، مركبا عليها وحدات ضخ كهربائية، لري أراضي المزارعين، التي حُفرت على طبقة النيوجين، لتعويض النقص في مياه الري بسبب نضوب تلك العيون. وقال مدير الهيئة المهندس أحمد الجغيمان إن من أهداف الهيئة في تنمية الموارد المائية الاستمرار في استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة ثلاثيا، والعمل على زيادة كمياتها كمصدر رئيس لأغراض الري الزراعي، وتكثيف برامج المراقبة والمتابعة، لاستخدامات المياه حسب مصادرها.
عقود طويلة
وعاش كبار السن بالأحساء عقودا طويلة مع تلك العيون، ويذكر حبيب المويل أن كميات المياه التي كانت تروى بها المزارع منها، لم يكن بوسع التلال والسواتر الترابية صدها من قوتها، وكانت تجري طبيعية من دون الحاجة إلى مضخات ميكانيكية، معدّا أن نضوبها يشكل خطرا على الزراعة في الواحة، فضلا عن أهميتها في جذب كثيرين إليها. وأفاد محسن سالم بأن أياما مرت على (عين نجم) في مدينة المبرز لن ينساها الأحسائيون، وكانت خلال ثلاثة قرون مضت يأتيها الناس من كل الدول المحيطة، رغبة في العلاج من مياهها الكبريتية الحارة، واليوم أصبحت أثرا بعد عين، كما كان الحجاج أثناء ذهابهم إلى الديار المقدسة يتوقفون عندها للتزود.
العلاج الطبيعي
وتشير كتب التاريخ إلى أن سجل (عين نجم) حافل بالمحطات المهمة التي شهدت توافد الزعماء وكبار الشخصيات إليها طلبا للعلاج الطبيعي، ففي 1308هـ نزل الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود (رحمه الله) في عين نجم، عندما جاء الأحساء، وكان من الذين رافقوه ابنه الملك عبدالعزيز، وفي عام 1365هـ أمر الملك عبدالعزيز (رحمه الله) حين زار الأحساء بإعمار العين، وعمل مرافق للتحسينات الخارجية، مع بناء بركة خارجية، إضافة إلى بناء مسجد، حتى صارت إحدى المعالم السياحية والتاريخية. وبين المواطن عبدالعزيز الحسين أن العيون التي اشتهرت بها واحة الأحساء، ظلت لفترة من الزمن مقصدا سياحيا لأبناء الخليج ومناطق السعودية القريبة من الأحساء، ولكنها الآن لم تعد كذلك، واقتصرت على العيون التي أعادت هيئة الري والصرف تأهيلها من جديد، وهي خزانات مياه وليست تدفقا طبيعيا مثل الأول.
فحوص مخبرية
وفي سياق متصل، أجرى مختبر مياه الري بهيئة الري والصرف أخيرا، أكثر من 12.800 فحص مخبري كيميائي لنحو 6048 عينة من مصادر مياه الري، للتحقق من ضمان جودتها، ومن برامج المراقبة لها، وضمان أقصى معايير الجودة. وأوضح مدير العلاقات العامة بالهيئة فرحان العقيل أن الهيئة تطبق المعايير في مجال مراقبة جودة المياه الواردة إليها من محطات المعالجة في مناطق الأحساء والقطيف، وكذلك متابعة المياه من المصادر الأخرى. وأشار العقيل إلى استحداث جهاز إداري للمختبرات، يتابع مصادر المياه في جميع محطات المعالجة، التي ترد منها مياه الري، وعلى مدار الساعة، للتحقق من سلامتها ومطابقتها للمواصفات والمعايير المحلية والدولية، وعكس ذلك الرصد المستوى التقني المتقدم الذي تعمل به محطات معالجة المياه في المنطقة.