السينما في السعودية.. محاربة الفكرة قبل أن تبدأ
تتباين الآراء تجاه فكرة السينما في مجتمعنا ما بين مطالبين بها ومعارضين لوجودها، ففي الوقت الذي تأتي فيه حجج الممانعة باجتهادات شخصية تغلّب المخاوف وما يترتب عليها من محاذير، تنطلق الحجج المؤيدة من كون السينما لم تكن فكرة غريبة عن المجتمع إلى وقت قريب قبل أن تتحول إلى قضية تجاذب، دونما يكون هناك تفسير منطقي للإقبال الكبير من فئات المجتمع على الترفيه والفنون بشكل عام ومنها السينما بوسائطها المتنوعة
الثلاثاء / 7 / ذو القعدة / 1435 هـ - 18:30 - الثلاثاء 2 سبتمبر 2014 18:30
تتباين الآراء تجاه فكرة السينما في مجتمعنا ما بين مطالبين بها ومعارضين لوجودها، ففي الوقت الذي تأتي فيه حجج الممانعة باجتهادات شخصية تغلّب المخاوف وما يترتب عليها من محاذير، تنطلق الحجج المؤيدة من كون السينما لم تكن فكرة غريبة عن المجتمع إلى وقت قريب قبل أن تتحول إلى قضية تجاذب، دونما يكون هناك تفسير منطقي للإقبال الكبير من فئات المجتمع على الترفيه والفنون بشكل عام ومنها السينما بوسائطها المتنوعة.
ثقافة الريبة
«الغريب في الأمر أن السينما لم تكن غريبة على المجتمع، بل كانت حاضرة وموجودة بقوّة قبل ما يعرف بالطفرة الاقتصادية الأولى، غير أنها كانت برعاية الأندية، كون الأندية نشأت بفكرة نادٍ رياضي اجتماعي ثقافي، ولم يكن وجودها يقابل بأية إقصاء أو حساسية اجتماعية آنذاك، ولكن ما حدث هو أن ما بات يعرف بالتيار الصحوي الذي اقتحم الحياة الاجتماعية عنوة أوائل الثمانينات الميلادية، هو الذي حارب هذا النوع من الفنون وسواه من وسائل التثقيف والترفيه حتى أوجد هذه النظرة الإقصائية وهذه الريبة، وجعل إقصاءها من المسلمات التي باتت من ملامح الحياة السعودية إلى قُبيل مرحلة الإصلاح التي نعيشها حاليا، إنها ثقافة جيل وأضحت سمة اجتماعية عامة». بسّام السلامة
تناقض غريب
« شخصيا أرى أن حساسية فتح دور سينما ليس لها داع، لأنها كانت موجودة ولمدة عقود، ولم تؤثر سلبا على المجتمع. ويبدو أن هناك تناقضا غريبا من المعارضين لها، إذ كيف لهم يغضون الطرف عن وجود أجهزة الفيديو و DVD وينتقدون وجود دورا للسينما؟! وللعلم فهناك من يعارض وجودها ولكنه يرتادها مع عائلته في خارج المملكة. الشيء الآخر هو أن مدننا تفتقر للأماكن الترفيهية ولا يوجد بها ما يشفع للذهاب، خاصة أن فئة الشباب مرتفعة وتفوق 60 % ووجود هذه الدور يحتويهم على الأقل مع نهاية كل أسبوع، ويقلل أيضا من ارتيادهم للشوارع بالسيارات بداع وبغير داع.. فقط للتجربة كبداية ومن ثم الحكم». محمد القثمي
أسباب واهمة
«بداية يجب أن نتفق على أن الفن الراقي في كل صوره وأشكاله المتنوعة هو عنصر من العناصر المهمة التي تساهم في صناعة الحضارة والتطور والتقدم. والسينما إحدى هذه الصور الفاعلة من خلال ما تطرحه من مادة فنية تعالج الكثير من القضايا في المجتمع. أما الحساسية تجاه السينما لدى بعض شرائح المجتمع فترتبط أسبابها بالتوجس من مسألة ما قد تؤدي إليه من محاذير اجتماعية، مع نوعية بعض الأفلام التي سوف تعرض، فإذا ما صدر تنظيم يعالج هذه الجوانب فأعتقد أن مثل هذه الحساسية سوف تختفي لدى هذه الشريحة، أو على أقل تقدير تقل بصورة كبيرة. ومع مرور الوقت سوف تتغير هذه النظرة، خاصة مع وجود سينما راقية تقدم فنا راقيا يعالج مختلف قضايا المجتمع بكل واقعية والتزام «. جميل عبد العزيز كتبي
التغير من الداخل
«كشعب متحفظ صعب أن يقبل التغيرات السريعة، أما مسألة الاختلاط فهذا سبب آخر. ولا يخفي على أحد ما تحويه الأفلام من مشاهد قد تكون مثيرة، وهذا سيكون عبئا على الرقابة، إذ ماذا ستحذف؟ وماذا ستبقي؟ والفيلم ذو الساعتين سيلخص في دقيقتين. وحتى نتحدث عن هذه المسألة بشكل منطقي يجب أن يكون التغير من داخل المجتمع نفسه أولا، وكل الأمور تبدأ بخطوة. وأقترح أن تبدأ الخطوة بإنشاء سينما للأطفال، وأن تكون بأيام معينة في الأسبوع، وسنضمن حينها مشاركة الأبوين للأطفال ليكون هذا بداية لتقبل الفكرة ومعالجة أخطائها». هيلين الشيمي
حقيقة الواقع
«بالنسبة لي لا أجد أي مشكلة في وجود سينما، بل أشجع على وجودها، وأن تكون مدعومة ماديا ومجهزة بأحدث التقنيات بالتعاون مع شركات الإنتاج العالمية والعربية. أما عن الحساسية تجاه إنشاء مثل هذه الدور فأعتقد أن السبب يكمن في باب « سد الذرائع» المتعارف عليه، والذي توارثته أغلب الأجيال دونما دراسة حقيقية للواقع المعاصر». رفيدة الفتني
استثمار وتثقيف
«أستغرب من هؤلاء الذين يشعرون بهذه الحساسية المفرطة. ربما لتخوّفهم إشاعة انتهاكات ومفاسد قد لا يستطيعون ضبطها، أقلها من وجهة نظرهم الاختلاط. ومن المعلوم أن السينما ليست ممنوعة في الأصل، بل دور العرض كانت موجودة في كبرى الشركات والكليات والتجمعات الترفيهية وتعرض بعض الأفلام الوثائقية وبرامج توعوية وتثقيفية، منها تربوية ومنها دعائية وغير ذلك بأسعار زهيدة ، ولكن مع صعود تيار الصحوة الذي ظهر في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي بدأت تندرج السينما في قائمة المحظورات والمحرمات، باعتبار أنها أداة من أدوات التغريب والتسويق للأفكار الهدامة والدخيلة على مجتمعنا المحافظ. ولو أننا أخذنا كل ذلك في الاعتبار ووظّفنا هذه الفكرة توظيفا جيدا مع ما يتوافق مع الضوابط الاجتماعية فسينتعش اقتصادنا المحلي، وبالتالي هي طريقة غير مباشرة للمساهمة في السياحة الداخلية والحد من هجرة بعض رؤوس الأموال التي تستثمر في مجال الترفيه الإعلامي في دول الجوار». فائزة كعكي