المرأة العاملة الأقدر على اتخاذ قرار الطلاق

حمّلت مجموعة من النساء العاملات في المجال الإعلامي والعمل الاجتماعي الرجل الوزر الأكبر في شتات الأسرة وارتفاع نسب الطلاق في المجتمع، مشيرات إلى أن المثقفة والناجحة في عملها تدفع لطلب الطلاق من زوجها الغيور، أو الكاره لنجاحها

u0648u0626u0627u0645 u0627u0644u0645u062fu064au0641u0639

حمّلت مجموعة من النساء العاملات في المجال الإعلامي والعمل الاجتماعي الرجل الوزر الأكبر في شتات الأسرة وارتفاع نسب الطلاق في المجتمع، مشيرات إلى أن المثقفة والناجحة في عملها تدفع لطلب الطلاق من زوجها الغيور، أو الكاره لنجاحها. وأكدن أن النساء ممن يملكن دخلا شهريا هن أكثر قدرة على طلب الطلاق، بينما تفضل ربة المنزل في الأغلب البقاء تحت كنف الرجل وتحمل عيوبه، خوفا من ألا تجد مكانا يؤويها.

ميل الرجال

وأفادت المستشارة الأسرية وئام المديفع لـ»مكة» بأن نسب الطلاق في مجتمعنا مرتفعة، وفي الأعوام الخمسة الأخيرة تصدرت المثقفات والناجحات قائمة المطلقات، مشيرة إلى أن الكثير من الرجال يميلون للسيدات ضعيفات الشخصية. وأكدت المديفع أن المرأة التي لديها دخل شهري، بغض النظر عن وضعها العملي والثقافي، فهي أكثر قدرة على طلب الطلاق من غيرها ممن ليس لديها مصدر دخل أو أهل يساندونها في طلبها، مشيرة إلى أن الرجل لم يعد يتحمل المرأة الناجحة، قد يدعمها ويعطيها المجال في البداية، وبمجرد أن تنجح فإنه يتغير معها ويبدأ ينتقدها ويضع أمامها العراقيل، لأنه لا يحتمل أن تكون أعلى منه.

قلق الزوجة الثانية

وبينت أن المرأة لا تحب أن تهدم بيتها، وبطبيعتها تحب تكوين أسرة وأولاد، وفي ذات الوقت لديها طموح تريد تحقيقه، وعلى الرجل أن يكون مساندا وشريك حياة، لا أن يضع العوائق أمامها. وأضافت، طلبت إحدى الطبيبات مني المشورة بعد أن أخبرها زوجها بأنه أخطأ في اختيارها، وأنه يفضل المرأة غير العاملة، وبدأ يهددها بالزواج بثانية، وفي مثل هذه الحالة تفضل المرأة الانفصال عن قلق الزوجة الثانية أو الخيانة، إذ إن كثيرا من الأحيان تكتشف المرأة خيانة زوجها، كما أن كثيرا من المثقفات أو الناجحات المطلقات لم يلجأن للطلاق مباشرة، بل إن بعضهن يمكثن أكثر من 10 أعوام في محاولات الإصلاح ولكن دون جدوى، «فهي دوما متهمة بالتقصير».

بوصلة التحكم

مجموعة من العاملات في المجال الإعلامي والعمل الاجتماعي أوضحن لـ»مكة» أن الرجل الشرقي يفضل أن يكون صاحب السلطة العليا في المنزل، الأمر الذي يجعلهن يرين في الطلاق الحل الأمثل لمواصلة مسيرة النجاح بحرية. وأوضحت عتاب نور (إعلامية) أن الكثيرات ممن وصلن إلى مناصب قيادية هن في حقيقة الأمر مطلقات، وأحيانا يلعب الرجل دورا في ذلك، إذ إن الرجل الشرقي يفضل أن يكون صاحب السلطة العليا في المنزل من دون وجود منافس يهدد عرشه، ويقلل من شأنه اجتماعيا حين يصبح زوج المديرة أو الدكتورة. وأضافت نور، في حالات استثنائية وصول المرأة لمناصب عليا قد يفقدها بوصلة التحكم في زمام الأمور، وتشعر بالتشتت وضغوط العمل ودورها كزوجة وأم، ما يجعلها ترى في الطلاق الحل الأمثل لتمارس التحليق بحرية بعيدا عن سلطة الرجل.

الرجل الاتكالي

فيما ترى الإعلامية خلود الدخيل أفضلية أن يكون الرجل في منصب أعلى من المرأة، لأنه رب الأسرة وعليه تحمل مسؤلياتها، وتوفير ما يلزمها من حاجات، مشددة على ضرورة أن يطور الرجل نفسه، ويبحث عن وظيفة أفضل وأرقى، ويواصل مسيرته التعليمية ليرتقي بنفسه وأسرته، وفي حال كانت الزوجة هي أعلى منصبا من زوجها، فإن ذلك سيحملها مسؤولية توفير كل شيء للأسرة مثل المسكن والسيارة، وبالتالي سيكون الرجل اتكاليا، وكل ما يهمه سعادته فقط، منشغلا بالبحث عن السفر أو في الزواج بأخرى، وفي حالات استثنائية بالخيانة.

سوء العشرة

وأرجعت المحامية بينا زهران سبب طلب الطلاق إلى سوء عشرة الرجل لزوجته، مع عدم إنكارها بوجود حالات استثنائية، ولكن في الأغلب يكون الرجل هو من دفع بزوجته لطلب الطلاق، بعد ما تكون استنفدت الوسائل كافة، للحفاظ على حياتها، وبعض السيدات اللواتي لا يمتلكن دخلا شهريا، يفضلن البقاء تحت كنف الرجل خوفا من ألا تجد مكانا يؤويها، بينما من يمتلكن دخلا ولديهن القدرة المادية على الحياة باستقلالية هن أكثر من يطلبن الطلاق.

قرار اضطراري

كما رأت فوزية العويني أن الاستقلال الاقتصادي هو الحاسم بالموضوع وليس المنصب أو الثقافة، فكلما كانت المرأة مستقلة اقتصاديا وتعاني من عنف أو عدم احترام، مهما كان منصبها، فهي لن تقبل العيش مع رجل يهينها. وبينت العويني أن الطلاق ليس خيارا جميلا للمرأة وهي لا تسعى له، بل الطلاق في كثير من الأحيان يكون قرارا اضطراريا، فأي امرأة تعي حقها في الحياة بكرامة لن تعيش مع رجل لا يمنحها هذا المناخ، مشيرة إلى أن المجتمع يعيش حاليا مرحلة مخاض بين ثقافة رجل سائدة وانفتاح أفق المرأة، فهذا الصراع الذي يولد الطلاق، حتى بين كبيرات السن بعد أعوام طويلة من الزواج، وهذا كله لأن المرأة بدأت تراقب حياتها وتحسب الفوائد والخسائر.