أعيدوا لميناء القنفذة تاريخه
في السادس عشر من شهر شوال عام 1343هـ بعث جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه مؤسس البلاد برقية إلى حاكم عدن يبلغه بأن ميناء القنفذة على أهبة الاستعداد لاستقبال حجاجهم ذلك العام جاء فيها «من عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود إلى حضرة صاحب الفخامة والاحترام حاكم عدن لحكومة صاحب الجلالة البريطانية العظمى دامت معاليه، بعد أن أهدي حضرتكم مزيد التحية والاحترام
الخميس / 26 / صفر / 1436 هـ - 17:45 - الخميس 18 ديسمبر 2014 17:45
في السادس عشر من شهر شوال عام 1343هـ بعث جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه مؤسس البلاد برقية إلى حاكم عدن يبلغه بأن ميناء القنفذة على أهبة الاستعداد لاستقبال حجاجهم ذلك العام جاء فيها «من عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود إلى حضرة صاحب الفخامة والاحترام حاكم عدن لحكومة صاحب الجلالة البريطانية العظمى دامت معاليه، بعد أن أهدي حضرتكم مزيد التحية والاحترام. أخبر حضرتكم بأنه سبق وأظهرنا لسعادتكم رغبتنا الأكيدة لقبول من يفد على هذه البلاد من حجاج بيت الله الحرام في الموانئ التي تحت إدارتنا. ورجوناكم آنئذٍ أن تتفضلوا بإبلاغ من يهمه الأمر وأن تتوسطوا بإيصال الخبر لحكومة الهند. هذا وفي الوقت نفسه نخبر سعادتكم أنه قد تم الاستحضار اللازم في ميناءي القنفذة والليث من إحضار الزوارق والسنابيك وما يضمن راحة النازلين إلى البر من أسباب السكنى ووسائط النقل إلى مكة المكرمة، هذا علاوة على ما تتمتع به هذه البلاد من الأمن التام والسكينة والطمأنينة التي تخيم فوق ربوع هذه الديار، الشرط الأول الذي يهم الوافدين إلى هذه الديار وفوق هذا كله قد أخذنا على أنفسنا أن نمد الوافدين إلى هذه البلاد بالوسائل الممكنة بكل ما يكفل راحتهم ويسهل مبتغاهم في الحل والارتحال. أرجو من سعادتكم أن تتفضلوا وتوصلوا هذا الخبر إلى حكومة الهند كي تبلغه لمن يهمه الأمر من المسلمين أكون مسروراً أن تقبلوا صميم احترامي الخاص».وبعث جلالته ببرقية مماثلة لذات الغرض إلى السيد شوكت علي رئيس جمعية الخلافة في بومباي يخبره عن جاهزية موانئ القنفذة والليث ورابغ لاستقبال الحجاج الهنود، والبرقيتان نشرتا كوثائق في كتاب عبدالله المنصور الزامل: «أصدق البنود في تاريخ عبدالعزيز آل سعود» ما يعطي دلالة واضحة على أهمية ميناء القنفذة الذي أحيل للأسف الشديد للتقاعد المبكر رغم التاريخ العظيم الذي لعبه في بدايات التأسيس لهذه الدولة الفتية خلال القرن المنصرم، ودوره البارز الذي لم يقتصر على استقبال ضيوف الرحمن فحسب، بل امتد لتصدير المحاصيل الزراعية والمنتجات التجارية إلى مدن الجزيرة العربية وخارجها، كما يؤكد ذلك مؤرخ القنفذة وعميد كليتها الأسبق الشيخ حسن بن إبراهيم الفقيه الذي عاشر جزءا من حكاية الميناء العتيق. إن محافظة القنفذة بأهلها الحالمين بمزيد من التنمية في ظل قيادة سيدها خادم البيتين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله في شوق لاستعادة أمجاد هذا الميناء الذي سيسهم دون شك في ازدهار الحركة التجارية بالمحافظة والمناطق المجاورة لها، وسيساعد في عملية التخفيف عن ميناء جدة الإسلامي من خلال موقعه الاستراتيجي إذا ما استعاد جزءا من تاريخه في استقبال ضيوف الرحمن، وسيلعب دوراً في عملية الوصول السريع للمنتجات والبضائع إلى منطقة الباحة القريبة منه وأجزاء من مناطق عسير، وسيكون له دور مهم كذلك في التقليل من الازدحام الذي تحدثه صهاريج الوقود المغذية لكهرباء تهامة على طريق الساحل الدولي إذا ما تم نقل الوقود عبر السفن، فهل تصغي المؤسسة العامة للموانئ سمعها للأهالي الحالمين وتعيد للميناء تاريخه!