الحوثيون رأس حربة التمدد الإيراني في اليمن

في خضم الاضطراب الحاصل داخل جمهورية اليمن، وفق ما يبدو، تحاول ميليشيات الحوثي الاستئثار بالشمال اليمني المتاخم للحدود السعودية على

في خضم الاضطراب الحاصل داخل جمهورية اليمن، وفق ما يبدو، تحاول ميليشيات الحوثي الاستئثار بالشمال اليمني المتاخم للحدود السعودية على امتداد المساحة الحدودية بين اليمن والسعودية بـ1485 كلم، أما تنظيم القاعدة فمحاولاته للاستئثار تبدو جلية بالجنوب اليمني. وقد نشأ القيام الحوثي داخل اليمن على أساسات غياب الأجهزة الحكومية وهشاشتها مما خول التمدد الفارسي للدخول في المشهد. الفهم الأعمق للعقل السياسي لجماعة الحوثي أصبح ضرورة ملحة بعد تحولها خلال 22 عاما من حزب إلى دولة مستقلة شبه منعزلة عن النظام اليمني وأسست لها جيشا شنت به عام 2009م مناوشاتها واعتداءاتها الحربية على حدود المملكة العربية السعودية، وفي يوليو 2014م حاصرت مدينة عمران في اليمن وقتلت قائد أحد الألوية اليمنية دون ردة فعل عسكرية صارمة من قبل الدولة اليمنية. باستعراض الجذور التاريخية للتكوين الحوثي في اليمن ستتجلى حقائق مهمة، عام 1991م في أزمة احتلال الكويت، استقطبت إيران 30 ألف مبتعث من اليمنيين للدراسة في طهران منهم عبدالملك الحوثي، وهو ما يفسر طبيعيا أن الحوثي لا يتخذ قراراته بمعزل عن إيران. وتأتي أسباب التمكن الإيراني من استغلال أزمات وفجوة الثمانينات، بعد محاولات فاشلة لتحويل الزيود شمال اليمن وبالأخص صنعاء للمذهب السلفي. اليوم، يحاصر الحوثيون صنعاء بسبب قراءتهم للجيش اليمني بأنه ضعيف ومبني على الأحزاب والقبائل وجزء منه ينتمي للرئيس السابق علي صالح والجزء الآخر للرئيس الحالي هادي، كما أنه وفي عام 2013 صنفت منظمة الشفافية المهتمة بالشؤون العسكرية الجيش اليمني بأنه على مؤشر مساوئ الفساد الحرجة، من ثم فلا يعول عليه لا في حماية الدولة اليمنية من العدو الخارجي أو الداخلي. ما يعني أن تصدير الأزمة من اليمن للجوار قرين للإرهاب. مع التوازي في التمدد الإيراني داخل اليمن خلال العقود الأخيرة تماهيا مع الانسجام ونمو تنظيم القاعدة في مستنقع اليمن المضطرب أمنيا في ظل شبه غياب تام للدولة القائمة، فجنوب اليمن أصبح وسطا خصبا لجمع عناصر قتالية منوعة الأعراق فضلا عن المدربة بمعسكرات القاعدة في الصومال مما تم تصديرها لليمن بنحو 4000 مقاتل وفق آخر الإحصاءات. عدم تعامل المجتمع الدولي مع الإرهاب بجدية في اليمن وسوريا والعراق ولبنان هو ما حول الميليشيات المحظورة إلى جيوش لها رتمها بتلك المناطق سيكتوي بنار إرهابها دوليا قريبا. كما أن دعم السعودية لليمن لرفع مستوى الاقتصاد والتنمية المحلية لم يعد كافيا بالقدر الذي يمنع اليمن من التحول إلى بؤرة ستصدر الإرهاب للعالم.