الحارة المكية تحتفي بتاريخ مكة العريق
الاحد / 13 / صفر / 1438 هـ - 19:15 - الاحد 13 نوفمبر 2016 19:15
أوضح قنصل الجمهورية التركية بجدة «فكرت أنزور» أن مهرجان الحارة «المكاوية» وسيلة لتذكير أولادنا وأجيالنا بماضينا المليء بالمفاخر والأشياء التي تقوي إيماننا، مضيفا خلال حضوره ندوة المواقع التاريخية أمس بمهرجان الحارة المكية أن المعلومات المقدمة شكلت تقوية لمعلوماتنا عن مكة قلب جميع المسلمين.
وبين أنزور أن مثل هذا المهرجان يقوي ذاكرة الأمم، مؤكدا أن من لا يفهم ماضيه لن يفهم يومه، ومن لم يفهم يومه لا يمكنه النظر إلى مستقبله بالأمل.
وتجول القنصل التركي في أنحاء الحارة المكاوية التي تجاوز عدد زوارها أمس 47 ألف زائر، وتعرف على ما تضمنته من معارض ومتاحف ومهن قديمة وأغراض أثرية وتاريخ يتضوع عبقه في كل أرجاء المكان، يرافقه المطوف أحمد حلبي.
وكان في استقباله لدى وصوله صاحب فكرة الحارة المكاوية ومنفذها عادل أمين حافظ، واستقبلته فرقة الترحيب بالزوار، وعرج على المعارض، وشهد ندوة المواقع التاريخية التي استضافت الدكتور فواز الدهاس، والدكتور معراج مرزا على مسرح المهرجان.
استخراج التاريخ
أكدت ندوة المواقع التاريخية التي أقيمت أمس على مسرح الحارة المكاوية أهمية إخراج المواقع التاريخية من بطون الكتب إلى أرض الواقع، حيث طالب فيها صاحب المشروع رئيس مركز حي النزهة عادل أمين حافظ بضرورة إبراز عين زبيدة وسوق الليل وغيرهما من المواقع التاريخية في السنوات المقبلة في النسخ التالية من هذا المهرجان.
وأكد خبير التراث الإسلامي عضو مبادرة معاد الدكتور سمير برقة في مستهل الندوة التي أدارها الإعلامي ماجد المفضلي أن جهود السعودية في العناية بتاريخ مكة المكرمة وتوثيقه بدأت منذ دخول الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن إلى مكة، حيث أمر بالحفاظ على 3 مواقع تاريخية، ووثق ذلك في المحاكم الشرعية.
وبين برقة أن الأمر حمل أهمية المحافظة على موقع المولد النبوي، وموقع بيت أم المؤمنين خديجة، ودار الأرقم، مضيفا أن أبناءه البررة من بعده ساروا على نهجه حتى يومنا هذا، فقد أقر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إصدار المشروع الحضاري للمحافظة على التراث.
متحف طبيعي
وأبان أستاذ التاريخ والحضارة بأم القرى عضو مجلس تنمية المنطقة فواز الدهاس أن المولى أنعم على مكة بمتحف طبيعي، فحيثما تجول الناظر يرى أوديتها وسهولها وشعابها المرتبطة بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
وعرج الدهاس على أودية مكة، بدءا بوادي إبراهيم عليه السلام الذي يبدأ من الشرائع مخترقا مكة حتى يصل إلى ساحل الشعيبة، مضيفا أن مقر المهرجان وادي فخ يتفرع عن وادي إبراهيم ويأتي من شارع الحج ويمر بالزاهر حتى يخرج من مكة.
وذكر الدهاس فخره بمساهمته في تحديد معالم الحدود الشرعية لمكة المكرمة، وتتبع علاماتها على رؤوس الجبال، مبينا في سياق حديثه عن موقع الحديبية موقف الإسلام من المرأة، حيث شهدت مشورة أم المؤمنين أم سلمة، التي تعلمنا أخذ المشورة من أمهاتنا وبناتنا وزوجاتنا.
فعاليات مستمرة
وشهد مسرح المهرجان مشاركة الشاعر مصلح الشيخ عن تاريخ الزَجَلِ في مكة والكلمة الحجازية وروادها، ومسرحية (ما راحوا الطيبين) التي قدمتها فرقة «امرح معنا»، وفقرة شعرية مع الشاعر زياد سلامة ومشاركة عمدة الحارة صالح الشريف.