من الذكريات التي لا أنساها
قبل 15 عاما كنت في الرياض في مناسبة زواج عائلية ونزلت عند الابن الأستاذ عدنان رمزي خياط، وفي أحد الأيام وبعد صلاة المغرب بالمسجد المجاور استأذنني في الذهاب إلى قصر سمو أمير الرياض
الجمعة / 3 / ذو القعدة / 1435 هـ - 19:15 - الجمعة 29 أغسطس 2014 19:15
قبل 15 عاما كنت في الرياض في مناسبة زواج عائلية ونزلت عند الابن الأستاذ عدنان رمزي خياط، وفي أحد الأيام وبعد صلاة المغرب بالمسجد المجاور استأذنني في الذهاب إلى قصر سمو أمير الرياض (أمير الأمراء) للسلام عليه، حيث عاد وأم سلطان من الخارج بعد شفائها، فقلت له أريد الذهاب معك، فرحب بذلك، وذهبنا سويا، وكنت متكئا على عصاي بلباسي المكي المعتاد، وعند السلام على سموه رحب بي بعبارة «يا راعي مكة»، وسأل: هل جئت من مكة للسلام عليّ؟ فقلت: نعم، وهذا واجب، كان يردد، ويده في يدي: (ما أحلى لباسكم – فقدمت «الغبانة» هدية، فقال: جئتَ بها من مكة ولازم ترجع بها)، فحبكت معه - تشابك الموقف - فسأل عن العصا، وأضاف «حنّا ما نخاف منها» - أي العصا - فرددت أن الحاجة وآلام الركبتين من دعاني إليها، فقال سموه: الطب متطور، وليه ما تعمل مفاصل صناعية؟ وطلب حضور تشريفاتي الإمارة وأذكر أن اسمه كان بندر العقيل، وأسرّ إليه بكلام لم أسمعه، وقال لي سموه: إن شاء الله بعد العشاء يقابلك هذا الرجل، وفعلا سألت عن غرفته بعد العشاء فرحب بي مبتسما، وقال: سمو الأمير مهتم لأمرك، وأمرني بتحقيق ما تطلب في سبيل علاجك بالرياض التخصصي أو في الخارج، فقلت له إنني قرأت اليوم بجريدة عكاظ وصول فريق طبي من بريطانيا، متخصص بالعظام لإجراء أبحاث بالتخصصي، وأرغب إذا كان ذلك ممكنا، أن يكشف أعضاء هذا الفريق علي، فاتصل الرجل بمدير المستشفى، وقال له (وأنا أسمع ما يقول) إن سمو الأمير سلمان مهتم لحالة راعي مكة عبدالرحمن عمر خياط الذي سيراجعكم صباح غد، وختم المحادثة مع مدير المستشفى. وقال لي: كن هناك عند الـ8 صباحا، فالمدير بانتظارك. وفعلا كان الأمر كذلك، وأجريت الفحوصات التي أظهرت أن مفاصل الركبتين معطوبة، والعلاج هو تغييرها بمفاصل صناعية، وسألني الفريق الطبي: هل ترغب في عملية الركبتين في وقت واحد؟ فرددت: أترك تقدير ذلك لكم، فتشاوروا واتفقوا على تغيير مفاصل الركبتين دفعة واحدة، وخططوا لإجراء العملية (التخطيط من لندن على القمر الصناعي والعملية بالتخصصي بالرياض – وتم كل شيء على ما يرام)، وبعد خروجي من المستشفى وبمعية ابن عمي وأنا على العربة؛ سلمت على سمو الأمير سلمان بعد صلاة الظهر في جلسته اليومية، فأمر لي بمعونة سخية؛ خمسون ألف ريال (وتساوي اليوم خمسمئة ألف ريال) وتدور الأعوام لأتشرف بمقابلته في منزل سعادة الشيخ عبدالرحمن عبدالقادر فقيه ليلة 22 رمضان 1435، وسلمته «الغبانة» وأخذها مرددا وهو يبتسم: (أنتم أهل الوفاء يا أهل مكة)، وأنا أقرّ قناعة بأن الشكر لله ثم لسموه.