ناقد يصف الكثير من الأشعار المنسوبة لعنترة بالمكذوبة
الخميس / 10 / صفر / 1438 هـ - 18:30 - الخميس 10 نوفمبر 2016 18:30
لا يخفي عدد كبير من قراء الأدب العربي إعجابهم بالتجربة الشعرية لعنترة بن شداد إلا أن على هؤلاء أن يعيدوا النظر في قراءاتهم للشاعر الجاهلي للتأكد من كونه القائل الفعلي لكثير من القصائد المنسوبة إليه، حتى وإن كانت منشورة في كتاب مطبوع.
هذا الحجر ألقاه الدكتور محمد الجوهري في بحيرة التسليم بصحة كل ما يصل للقارئ من التراث الشعري، حيث قال في دراسة نقدية نشرت في العدد الجديد من مجلة العرب (يورد بعض المؤلفين أحياناً أشعاراً وينسبونها إلى عنترة وهي بينة الكذب ظاهرة النحل، كما أن بعض أحكام النقاد المتصلة بتوثيق شعره تحتاج أحياناً إلى معاودة نظر وعدم قبولها جملة دون بحث وتدقيق).
الشاعر الذي تغنى مطولاً بدار عبلة بالجواء، لم يسلم من دخول النقاد والباحثين في داره الشعرية على نحو مضلل أحياناً، كما أن نسبة أشعار غيره إليه لم تكن هي المشكلة الوحيدة بل لازمتها في المقابل مشكلة أكبر هي نسبة أشعاره إلى آخرين، وقد تطرقت دراسة الدكتور الجوهري إلى هذا الجانب ولم تستبعد فيه فرضية الإساءة المتعمدة للتراث بهدف إدخال الشك إليه.
ويرى الباحث أن المتخصصين في الأدب معنيون بتبديد هذه الإشكاليات، موضحاً «هذه المسالك ليست بعسيرة على أرباب الصناعة اعتمادا على الحفظ والدربة والتمرس، ومعرفة طرائق الشعراء ومسالكهم في النظم والقرض»
كيف ميز الباحث
الأشعار المنسوبة لعنترة ؟
- ليست من طريقته ونهجه الظاهر، ولا من معجمه اللغوي.
- صيغت بلغة ركيكة ومفردات واهية لم يستعملها الشاعر.
- تتعلق بأشياء ليست معروفة في وقته ولم يتطرق لها في دواوينه المحققة المعتمدة.
- ارتباط الشعر والسيرة، فحكايا فروسيته وبطولته دفعت الرواة والقصاصين المعجبين بها إلى الزيادة عليها من تفضيلاتهم، ومن أشعار لمجرد أنها تشابه سيرته.
- رغبة بعض مؤلفي كتب السير والتراجم في تأكيد حوادث من خلال شواهد تدعمها، حيث يدرج الأشعار بغض النظر عن صحة نسبتها من عدمها.
- الخلط بين شعر عنترة العبسي وشعر الآخرين المتسمين بالاسم نفسه، فهناك عنترة الأخرس، وعنترة الطائي، وعنترة بن عروس وغيرهم.
- نسبة كل شعر ورد فيه اسم عبلة – ولا يعرف قائله- إلى عنترة وكأنها موقوفة عليه، حتى لو اختلفت طريقة التناول والنظم.