الرأي

في (الأمانة) وظفناه!

محمد حدادي
أعرف أن مهمة تقوية «الوازع الديني» بالتوجيه والإرشاد - على المستوى العام - من مهام وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد؛ فكيف تضطلع بهذه المهمة الشاقة – إضافة إلى عملها- وزارة كوزارة الإسكان ودون مساعدة من أحد؟! هذه معضلة تطرح التساؤلات؛ فـ«التغريدة» التي أطلقتها وزارة الإسكان عن إكرام الجار واستشهادها بحديث المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام تثير الحيرة والعجب! ولا تخرج تلك «التغريدة» عن أمرين: فإما أن الوزارة استشرفت المستقبل بطريقة فكرية قبل أن يبدأ بزوغ فجره؛ بمعنى أنها قبل قيامها بجمع المستفيدين في حي واحد تسعى لتأسيس «قواعد» تنمي من خلالها تعايشهم المشترك وتحدد أطر «مجورتهم» وفق أرقى المقاييس الأخلاقية؛ فتربطهم – مسبقا- بأواصر «الجيرة» ليعيشوا مستقبلا في أجواء يسودها السلام والطمأنينة؛ وهذا العمل الاستشرافي طيب ومحمود بالمجمل؛ أو أنها من وراء «تغريدتها» تلك ترمي إلى إعلان انتهائها من كافة الترتيبات استعدادا لتسليم المواطنين مفاتيح مساكنهم الجاهزة والمؤثثة، لذا تسوق نصيحتها لهم بغرض تذكيرهم بحقوق بعضهم على بعض؛ من باب (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)! ولأن الواقع خلاف ما سبق فإن الوزارة ليست مضطرة لتقديم المواعظ حتى وإن ساقتها تحت مسمى «الوعظ السكني»! فالناس لم يلمسوا منها جهدا حقيقيا لتبني عليه جسور اتصال معهم. وهذا الأمر ليس خاصا بوزارة الإسكان فحسب؛ إنما هناك جهات تشاطرها النزوع للوعظ الديني المجرد كما هي إعلانات «نزاهة»! الأغرب أنك كمواطن حين تعمد – ولوجه الله - إلى نصح بعض تلك الجهات المتفرغة للوعظ - على حساب عملها الأساسي - فإنك تجد منها نفورا وفظاظة وردا قاسيا أحيانا! إنما مع ذلك لا يغيب «البعد الإيماني» في لغة التخاطب! ففيما تسأل: لماذا وظفتم (فلانا بن فلان) براتب يفوق راتبي أضعافا مضاعفة فيما أفوقه «شهادة وخبرة»؟! يردون وكأنهم يستهزئون ببنيتك الجسمانية الضئيلة: (إن خير من استأجرت القوي..). تقول لهم (الأمين) تمام الآية! فيردون عليك بثقة: في «الأمانة» وظفناه!!