الوعي والمعرفة لماذا يجب أن يبتسم لهما العالم كله؟
الحلول تبدأ في لحظة الشعور بالاحتياج إليها
الخميس / 23 / ربيع الثاني / 1436 هـ - 15:30 - الخميس 12 فبراير 2015 15:30
الحلول تبدأ في لحظة الشعور بالاحتياج إليها.. في هذه اللحظة يبدأ العقل البشري بالبحث عن حلول مناسبة للموقف وإجابات وخيارات.. وقد سألني أحد طلابي عن أصحاب الديانات الأخرى أنهم مثلما نراهم على ضلالات فكذلك هم، وفي الإجابة ذكرت له أنهم قد يروننا على ضلالة من جهة لكنهم من جهة أخرى يروننا على حق في اختيارنا الحر لما نعتقده..، وأن الوحيدين الذين يرون المسلم أو أي صاحب ديانة ما على ضلالة مطلقة هم الملحدون واللادينيون، وباصطلاح آخر هم المستكبرون على المعرفة الغيبية.. وهنا ندرك لم وصف القرآن الكريم اليهود بأنهم الأبعد عن الاستجابة لمحمد صلى الله عليه وسلم، بينما وصف النصارى بأنهم الأقرب إليه وإلى المؤمنين بالمودة ومظنة الاتباع، فالسر يرجع إلى روح الاستعلاء التي يتمتع بها اليهودي، بينما في النصارى القسيسون والرهبان، وأنهم لا يستكبرون على الإقرار بالحاجة للمعرفة والتعلم ولا يستكبرون عن الإذعان لذات عليا مهيمنة بالكمال والجلال، بينما اليهود ينتقصون هذه الذات العليا كلما سنحت لهم الفرصة استكبارا عليها حتى وصفوا الله بالبخل وأن يده مغلولة وقتلوا أنبياءه وشردوهم، إلى غير ذلك من تصرفاتهم المشينة والتي قادتهم إليها نزعة الاستعلاء المطبوعة فيهم طبعا ثابتا إلى يومنا هذا، حتى إنهم ما زالوا يرون أنفسهم شعب الله المختار وقادة العالم. باختصار لديهم وعي قاصر ومنغلق.. تطور إلى نرجسية وما يشبه عبادة الذات. سقت هذا الحوار هنا لأؤكد حقيقة أن الخلاص من الجهل أو العجز يبدأ بإدراك المعاناة إدراكا واعيا، ومن ثم البحث عن طرق رفع هذه المعاناة.. مثل معاناة الجهل، أو الفقر، أو المهانة والدونية، وغير ذلك، إذ إنه ما لم يتحقق هذا الإدراك بوعي وحضور واختيار فإن الشخص سيظل رافضا لأي مستجد يزحزحه عن قناعاته حتى ولو كانت أسوأ القناعات وأكثرها فتكا... لذلك فالوعي رهان الرسل والمفكرين والمثقفين مع شعوبهم وأممهم وأتباعهم ومتابعيهم.. بينما ظل العدو الأول والأخير للوعي هو الكبر والاستكبار والاستعلاء بالنفس عن تلقي الحقائق.