كثرت أنواع الحميات الغذائية، حتى أصبحنا نسمع بشكل شبه يومي عن حميات جديدة يزعم أصحابها أنها الوسيلة الأسهل والأسرع لفقد الكيلوجرامات الزائدة بالجسم. وتقول اختصاصية التغذية الأمريكية ألكسندرا كاسبيرو لموقع هوفينجتون بوست: أغلب هذه الأنواع من الحمية تعتمد بشكل أساسي على تخفيض كميات الأكل مع اختلافات بسيطة في خطة الحمية ويزعم كل مروج لتلك الحميات أن طريقته هي الأفضل، ورغم أن تلك الحميات تحقق بالفعل انخفاضا في الوزن إلا أنها تتسبب في أضرار صحية بالغة من خلال القواعد الصارمة التي تضعها. وأضافت «رصدنا 14 نوعا من أنواع الحمية غير الصحية التي يعتقد كثيرون أنها الحل السحري لفقدان الوزن الزائد.

1- الطعام النيء:

لا يختلف اثنان على أن زيادة الاعتماد في الطعام على الخضروات والفاكهة مع التخلص من المواد والمأكولات الضارة والعناصر غير المهمة أمر فعال في إنقاص الوزن. ولكن هذا النوع من الحمية الغذائية يعتمد على عدم طهو الأطعمة، ويبرر أصحاب هذا التوجه وجهة نظرهم بأن الطهو يفقد الأطعمة كثيرا من عناصرها الغذائية المفيدة، وإن صح هذا الاعتقاد جزئيا إلا أن الخضار المطهوة تبقى محتفظة بكثير من الألياف والفيتامينات والمعادن، إضافة إلى ذلك فإن الطهو كثيرا ما يعزز العديد من العناصر الغذائية بجانب قتله للبكتريا الضارة. لذا يصف الخبراء تلك الحمية بأنها بجانب أضرارها المفترضة فهي غير عملية إطلاقا، حيث يمضي متبعوها ساعات في عصر العصير والخلط والتجفيف، والرش، والإنبات، والتقطيع، وإعادة إماهة الخضار.

2- الأغذية القلوية:

تعرف بحمية الأحماض القلوية، وهي نظام يتطلب منك الامتناع عن تناول اللحوم والألبان والحلوى والكحوليات والكفايين والأطعمة الصناعية، وزيادة استهلاك الفواكه والخضروات الطازجة والمكسرات والبذور. وهو نظام حمية له بالفعل العديد من الجوانب الإيجابية فهو يركز على المنتجات الطازجة والصحية ذات القيمة الغذائية المرتفعة وإن كان يتجاهل عناصر محفزة لإنقاص الوزن. كما أن جسم الإنسان يمتلك كفاءة في المحافظة على مستويات الحموضة في معدلاتها الطبيعية التي يحتاجها الجسم، لذا فإن الاستغناء عن تلك الأطعمة التي تنصح الحمية بالابتعاد عنها لن يفيد في تقليل مستويات الحموضة. وهنا لا بد من أن نذكر أنه ليس هناك أي بحث علمي استطاع أن يثبت أن مستويات الحموضة تؤثر بشكل رئيس على الوزن. وخلاصة القول إن هذه الحمية متشددة ومعقدة، وتمنع أصنافا من الغذاء تحتل مكانا مهما في قائمة الغذاء الصحي وفي مقدمتها اللحوم والألبان.

3- فصيلة الدم:

حمية يتبناها الطبيب بيتر د أدامو وهي تعتمد على فكرة أن الأطعمة التي تتناولها تتفاعل كيميائيا مع دمك بنسب تختلف حسب فصيلة الدم. وعلى سبيل المثال فإن أفضل نظام حمية لأصحاب فصيلة الدم (أو) هي، تناول اللحوم الخالية من الدهن والخضروات والفواكه مع تجنب الألبان والقمح. أما أصحاب فصيلة الدم (ايه) فينصحهم اختصاصيو التخسيس بالتحول إلى أشخاص نباتيين، أما أصحاب فصيلة الدم (بي) فيجب عليهم تجنب تناول الدجاج والذرة والقمح والطماطم والفول السوداني وحبوب السمسم. وعلى جميع الأحوال فليس هناك دليل علمي على أن هناك علاقة بين فصيلة الدم وخفض وزن الجسم، لذا فإن ذلك النوع من الحميات يجعلك تترك مواد غذائية ربما كان جسمك في حاجة لها دون مبرر علمي واضح.

4- الغذاء القمري:

تسمى أيضا حمية مصاصي الدماء، وهو نظام يعتمد ببساطة على الصوم وفقا للتقويم القمري، ومنه نظام سريع لإصلاح الجسد. وهو لا يسمح خلال أيام الصوم التي يجب أن تتوافق مع اكتمال القمر أو مولد قمر جديد بتناول شيء غير الماء والعصائر فقط. ويفترض أن يفقد الجسم ما يعادل 6 باوندات يوميا من وزن المياه في الجسم. أما النسخة الموسعة من النظام فتبدأ بصيام يوم كامل وتستمر وفقا لقائمة طعام محددة وفقا لكل مرحلة من مراحل القمر. وبالفعل سيساعدك هذا النظام على فقدان بعض الوزن نتيجة امتناعك عن الطعام وهذا أمر ممكن الحدوث دون أن نربطه بدورة القمر التي يرتبط بها النظام على أن ذلك الوزن المفقود سيعود إليك مجددا بمجرد عودتك لتناول الطعام بشكل طبيعي.

5- الكوكيز:

حمية كوكيز دكتور سيجال، أو كوكيز حمية هوليود والطريقة الذكية لخفض الوزن.. فكل ما تعد به هذه الحمية هو أن تأكل الكوكيز وتخسر مزيدا من الباوندات من وزنك. بالطبع هذا لا يعني أن تستغرق نفسك في أكل أطباق حلوى الكوكيز المصنعة مع الشوكولاتة، ولكنك ستأكل ما يعادل من 500-600 سعر حراري في اليوم من خلال شرائح الكوكيز ذات نسبة البروتين والألياف العالية المخصصة لأنظمة الحمية الغذائية والمتوفر منها في الأسواق يتم عمله بواسطة البيض والحليب. يمكنك تناولها في الإفطار والغداء مع أي نوع تختاره من السناكس طوال اليوم، إلا أنك ستتناول عشاء عاديا متكاملا تكون سعراته الحرارية بين 1000 و1200 سعرة في اليوم. والمشكلة أنك إذا انخرطت في مثل ذلك النظام الغذائي ستفقد بعض الوزن بالفعل ولكن بحرمان نفسك من الطعام طوال اليوم وستمضي اليوم تمني نفسك باقتراب موعد وجبة العشاء.

6- الخمس قضمات:

كل ما تشاء، ولكن فقط خمس قضمات فقط مما تريد. وهذا النوع من الحمية طوره طبيب السمنة الوين لويس وفي هذا النظام عليك تجاهل وجبة الإفطار ولا تأكل أكثر من 5 قضمات في وجبة الغداء وكذلك 5 قضمات في وجبة العشاء. الفكرة تبدو جيدة؛ كل ما تشاء ولكن في حدود كميات قليلة، ولكن هذا النظام يعني أنك لا بد أن تحول كل ما تأكله إلى نوعية أطعمة من تلك الغنية جدا بالمواد الغذائية حتى تمنح جسمك ما يحتاجه من العناصر الغذائية. وفي هذه الحمية ستجد نفسك مضطرا لأخذ قضمات ضخمة من أطعمة غنية بالسعرات الحرارية لتشعر بقليل من الشبع وفي هذه الحالة سيبقى متوسط استهلاكك من السعرات الحرارية بين 900 و1000 سعرة.

7- شراب الليمون:

من أكثر أنواع الحميات التي أثارت جدلا كبيرا حولها لعقود. وهي ببساطة شديدة أن تبقى لأيام لا تتغذى على شيء غير عصير الليمون، وإذا استبدلته ستستبدله بأشربة حريفة ومنها على سبيل المثال الفلفل الأسود المذاب في الماء، وبلغة أخرى سوف تعيش على تناول مدرات البول فقط. وبالتالي سوف تخسر الوزن الذي يمثله الماء في جسمك، وبمجرد أن تعود لأكل الطعام الصلب مجددا سوف يعود لك على الفور كل ما خسرته من وزن. ولهذا النظام أضرار جانبية شهيرة منها التعب، والغثيان، والدوخة، والجفاف. وبشكل عام فإن حمية غذائية منخفضة السعرات بشكل كبير كهذه النوعية سوف تفقدك أيضا العضلات في جسمك، وهي بالطبع الوزن الوحيد في جسم الإنسان الذي لا يحب أحد أن يخسره.

8- طعام الأطفال:

الحمية تعتمد على تناول ما يتناوله الأطفال من أطعمة خفيفة وبودر مغذ سهل الأكل والهضم وترى أن هذا النوع من الغذاء مفيد بالتأكيد لأنه يؤدي بالفعل إلى نمو الأطفال بإعطائهم كل ما تحتاجه أجسادهم، لكن إذا فكرت قليلا ستكتشف أن جسمك ليس جسم طفل، والنظام يستبدل وجبتي الإفطار والغداء بنحو 14 مقدارا من طعام الأطفال، حيث إن أغلب الأنواع يحتوي على سعرات حرارية تتراوح بين 20 و100 سعرة. أما وجبة العشاء فتكون عبارة عن غذاء عادي ولكنه منخفض السعرات الحرارية أيضا. بالفعل هذا النظام يوضح أنه من السهل التغذية على طعام منخفض السعرات، لكن هل أنت مستعد لحمل علب غذاء الأطفال معك إلى العمل كل يوم؟

9- حساء الملفوف:

واحدة من أقدم أنواع الحميات الغذائية المعروفة. والعنوان الرئيس لهذا النظام هو كم كبير من الطعام منزوع الدسم والمتمثل في حساء الملفوف من وجبتين إلى ثلاث وجبات يوميا على مدار أسبوع، وذلك مع أنواع أخرى من المأكولات قليلة السعرات الحرارية كالموز والحليب منزوع الدسم، وعلى المدى القصير فهي تسفر عن فقدان في الوزن، وهذه النتيجة لأنك تأكل أطعمة منخفضة السعرات مليئة بالألياف والماء وهي تساعد في إعطاء الشعور بالامتلاء. لكن الحقيقة هي مجرد حمية سريعة، لكنها سرعان ما ينتج عنها انتفاخ وغازات نتيجة تناول الملفوف وذلك بجانب الإصابة بنقص البروتين وهو العنصر المطلوب للحفاظ على كتلة الجسم، ومع أن الحميات الأقرب إلى الصحة هي تلك التي تعتمد على تقليل السعرات لفقد الوزن إلا أن تلك الأنظمة الغذائية لا بد أن تحتوي على قدر من التوازن بإضافة أطعمة أخرى لها كالفواكه والكربوهيدرات والأغذية الغنية بالدهون الصحية والبروتينات الخالية من الدهون.

10- الجريب فروت:

في كل حمية يدرج نوع معين من المنتجات ليكون العامل الرئيس في الوجبة، لكن النسخ المختلفة من هذا النوع من الحميات على مدار 80 عاما أجبرت الراغبين في خفض أوزانهم على تناول الجريب فروت كطعام أو عصير، ويدعي أصحاب هذا النظام أن الجريب فروت يحتوي على أنزيم يفتت الدهون ما يساعد الشخص على فقد 10 باوندات أو أكثر في 12 يوما. وهذا ليس جديدا، لأن الواقع يشير إلى أن اتباعك لأي نظام غذائي قائم على تقليل السعرات سيفقدك بعض الوزن. وهذا النوع من الحمية يستهدف إبقاء متبعه في حدود استهلاك ما بين 800 و1000 سعر حراري يوميا، وذلك بجانب بعض الإرشادات المكررة بالامتناع عن الوجبات الساخنة، أو الباردة أو إعدادها في مقلاة من الألمونيوم. كما تفرض على متبعها التخلص نهائيا من الوجبات التي تحتوي على بروتين أو نشاء.

11- الجمال النائم:

يعتمد هذا النوع من الحميات على حقيقة لا تقبل الجدل وهي طالما أنك نائم فمن الطبيعي أنك لا تأكل، ليكون النوم هو العنصر الأساسي لخفض كميات الطعام التي يتناولها الشخص، وتدفع هذه الحمية متبعيها إلى تناول الأدوية المهدئة ليبقوا نياما أطول فترة ممكنة. لكن أصحاب تلك النظرية يتناسون حقيقة مهمة وهي أن النوم طوال اليوم لن يجوع الجسم فقط أو يدمر عضلاته فحسب لحرمانه من الحركة طوال اليوم، ولكنه قد يؤدي إلى الوفاة في كل مرة تبدأ فيها العمل. بالطبع النوم سيفقدك أشياء كثيرة من بينها بعض الباوندات، فربما تستيقظ لتجد نفسك قد خسرت باوندين لكن ربما أيضا لن تستيقظ على الإطلاق.

12- HCG:

هذا النوع من الحمية يمكن تسميته بالمجاعة، لأنه يجعلك ببساطة أسيرا لحاجز 500 سعر حراري في اليوم وذلك عبر تعاطي أمبولات اتش سي جي أو موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية. ويصف أنصار تلك الحمية الهرمون المستخدم بأنه كابح قوي للشهية. وعلى أي حال فليس هناك أي دليل على أن ذلك الهرمون يلعب دورا آخر أكثر من كونه دواء وهميا. وبالفعل فإن استخدامه سيجعلك تفقد بعض الوزن ولكن هذا يحدث للكم الكبير من السعرات الحرارية التي حرمت جسدك منها. وبالطبع يمكنك الحصول على هذا الهرمون بشكل شرعي عبر شركات التأمين الصحي، لأنه يستخدم في علاجات الخصوبة عند النساء، لكن عليك أن تعلم أن إدارة الغذاء والدواء لم تعتمده بعد كعقار خافض للوزن، مثله مثل عقاقير أخرى كثيرة تحتوي على هرمون اتش سي جي وهو في النهاية استخدام غير شرعي.

13- الدودة الشريطية:

نوع آخر مجنون من أنواع الحميات الغريبة، فبالطبع أنت لست محتاجا إلى طبيب لإقناعك بأن تناول الدودة الشريطية أو يرقاتها فكرة سيئة للغاية. ولكن للغرابة هناك من يقدمون على هذا العمل لإنقاص وزنهم. والغريب أن هذا النوع من الحمية ظل لعقود طويلة يأكل من أجساد الباحثين عن الرشاقة خاصة أكثرهم يأسا. وتبدأ الاستراتيجية بتناول بيض الدودة الشريطية وتركها لتأكل خلاصة الطعام الذي تتناوله من أمعائك أولا بأول، وعندما تفقد القدر المرغوب فيه من وزنك يمكنك الذهاب إلى الطبيب ليصف لك علاجا مضادا للدودة للتخلص منها. لكن هناك حقيقة بسيطة لم يضعها أنصار تلك الحمية في حساباتهم وهي أن هذه الدودة أو بيضها يمكن أن تهاجر داخل جسمك إلى أماكن أخرى ويمكنها أن تتسبب في أخطار صحية أخرى ليست في الحسبان قد تعرض حياتك للخطر.

14- كرات القطن:

تعتمد على تناول كرات من القطن بعد غمرها في كوب من عصير البرتقال. وهذا النوع من الحميات ربما ولد على صفحات يوتيوب وفيس بوك أو داخل غرف الدردشة على الانترنت. والفكرة ببساطة هي أن تعرض نفسك إلى أقصى درجات الخطورة فقط من أجل كبح جماح شهيتك، إنه أمر يجعل رأس الشخص تدور بالفعل، فتناول كرات القطن بدلا من المواد الغذائية لا يحرم الجسم فقط من العناصر الغذائية التي يحتاجها بل يؤدي إلى مخاطر صحية أخرى، فتناول أي شيء غير الطعام من الممكن أن يؤدي إلى انسداد في الأمعاء. وزد على هذا حقيقة أخرى وهي أن أغلب كرات القطن ليست مصنوعة بشكل كامل من القطن ولكن تدخل في تركيبها ألياف صناعية.