الطقاقات.. حجر عثرة في طريق الزواج

إذا اعتبر البعض أن الكلفة المالية تمثل أبرز المعوقات التي تحول بين الشباب السعودي والزواج، فإن أجور «الطقاقات» اللاتي ارتبطت أسماؤهن بخارطة الأفراح هي أكبر العثرات التي يحسب لها العريس والعروس ألف حساب، خاصة أنها أصبحت ـ على حد قول أحدهم ـ بروتوكولا لا يُمكن الاستغناء عنه في حفلات الزفاف

إذا اعتبر البعض أن الكلفة المالية تمثل أبرز المعوقات التي تحول بين الشباب السعودي والزواج، فإن أجور «الطقاقات» اللاتي ارتبطت أسماؤهن بخارطة الأفراح هي أكبر العثرات التي يحسب لها العريس والعروس ألف حساب، خاصة أنها أصبحت ـ على حد قول أحدهم ـ بروتوكولا لا يُمكن الاستغناء عنه في حفلات الزفاف وعلى الرغم من عجز التطور الذي طال كل شيء عن تغيير ذلك الموروث، إلا أنه شهد خلال الفترة الماضية قفزات متلاحقة، حيث تحول من فرقة نسائية كانت تعتمد في أدائها على الدفوف إلى وجود مطربة تعاونها فرقة رجالية يُزينها صوت شاب منمق وأصوات موسيقى وألحان شجية، مما زاد من أسعارها، وأصبحت مصدرا للتباهي بين البعض

أسعار متفاوتة

أوضحت مستشارة تنظيم المناسبات، أماني شيخون، لـ»مكة» أن أسعار المطربات تختلف من موسم لآخر، مشيرة إلى أن أسعار بعضهن ثابتة وألمحت إلى أن من يصنف منهن في الدرجة الأولى تتراوح أجورهن ما بين30 و 200 ألف ريال في الليلة مع التذاكر والإقامة، فيما تحصل المصنفة في الدرجة الثانية على أجر يتراوح ما بين 20 وحتى 100 ألف ريال، مرجعة ذلك إلى كثرة الطلب عليهن وظهور البعض منهن في برامج تلفزيونية ومشاركتهن في مسابقات غنائية من جانبها تشير ريم الدمنهوري- أم إحدى العرائس ـ إلى أنها حجزت قبل أسبوعين لزفاف ابنتها مطربة يرافقها مطرب شاب مع فرقته الغنائية خارج صالة الأفراح النسائية بمبلغ 35 ألف ريال، مبدية استغرابها من ارتفاع أسعارهن وأضافت أنه لوحظ في الآونة الأخيرة أن أداء الفرق النسائية يرتبط بمزاجيتها، مشيرة إلى أنها لمست ذلك كثيراً في بعض المناسبات التي تكون فيها الفرقة في أوج توهجها بخلاف مناسبات أخرى

ثروة طائلة

خلود الجابر «مطربة» تفاخرت بأنها اشترت من عملها عمارة تجارية تتكون من 24 شقة، مشيرة إلى أنها تتقاضى ما بين 45 و65 ألف ريال مقابل إحيائها حفلة واحدة، وأن الأسعار تختلف حسب اسم المطربة وموعد حفل الزفاف وأضافت أن اشتراط وجود شاب بصحبة المطربة يرفع السعر، لافتة إلى أن الحجوزات تزداد قبل بدء الإجازة بستة أشهر، مما يدفع المطربات إلى تعيين سكرتارية لترتيب جدول المواعيد والحجوزات وتنظيم العمل بين أفراد الفرقة

دخلاء المهنة

أما جومانة حكمي»مطربة» فاشتكت من وجود دخلاء على المهنة من اللاتي لا يتقن حتى مخارج الأحرف، مرجعة ارتفاع الأسعار لطلب صاحب الحفل إحضار الفرقة كاملة مع جميع الأدوات الموسيقية، مبينة أن الكثير لجأ في الآونة الأخيرة إلى الاستعانة بالمطربين الرجال

مخالفة قانونية

من جانبه، قال المحامي سعود آل حسن، المتخصص في القضايا المدنية والتجارية:»على الرغم من أن الفرق الغنائية غير مصرح لها بالعمل، إلا أنه لا يوجد ما يمنع إبرام عقد بين المطربات وأهل المناسبة» وأضاف أن المشكلة تكمن في جهة الاختصاص التي تنظر في المشكلات الناشئة من عدم التزام أحد الطرفين ببنود العقد، مفيدا بأنه في حال التوجه للقضاء فلا يوجد ما يحدد الأسعار، مشيرا إلى أن جمعية الثقافة و الفنون هي الجهة المرشحة لإدراجها تحتها، مما يرفع الحرج عن القضاء في التعامل مع هذا الأمر