شعبة الحروب ممرات ضيقة تتجمل بالبسمة

الحقيقة التي يخرج بها الزائر لحارة شعبة الحروب بحي البيبان بمكة المكرمة، أنها تتميز بالابتسامة والبهجة

الحقيقة التي يخرج بها الزائر لحارة شعبة الحروب بحي البيبان بمكة المكرمة، أنها تتميز بالابتسامة والبهجة

سميت الحارة بهذا الاسم نسبة إلى قبائل حرب، التي استوطنتها منذ القدم، وعاشت فيها وحين تدخل إلى الحي، تشعر برحابة صدور ساكنيه، على الرغم من ممراته الضيقة، والتي لا تتجاوز خمسة أمتار، وترى عمق تعايشهم مع بعضهم، والمودة والإخاء يسودان أركان المكان حسن أحمد الحربي، أحد أعيان الحي يقول إنه من أوائل من قدم لهذا الحي، قبل 45 عاما، وله في كل زاوية منه ذكريات جميلة، موضحا أن ما يميز هذا الحي التكاتف والتلاحم بين ساكنيه، فالتعاون سمة أهاليه وأبرز ما يميزهم، ففي أيام المناسبات والأعياد، تجد الحي مبتسما ومبتهجا، والكل يعمل على مساعدة الآخر، وكأنهم أسرة واحدة ويقول «في الماضي كانت الحياة بدائية، فمعظم الطعام، يطبخ على الحطب، وكنا نتفاخر ونتسابق في جلب الضيف وإكرامه، والقرص على الجمر هو الأكلة المفضلة لدى العديد منا، وكنا نرعى الغنم، ونشرب الحليب، ونأكل من لحمها، وفي أيام الحج، نرحب بالحجاج، ونعد لهم الطعام، إيمانا منا، بفضل وأجر إكرام الضيف، ناهيك عن ضيوف الرحمن، الذين يأتون للحج من كل فج عميق» وأوضح سعد الجهني أن لشعبة الحروب ميزة جميلة، وهي الترابط فيما بينهم، والسؤال المتكرر عن بعضهم البعض، وعلى الرغم من تغير الزمان، إلا أنهم ما زالوا على عاداتهم الرائعة، والتي توارثوها من دينهم وأجدادهم، «ولم تتأن حكومة خادم الحرمين الشريفين، في تقديم الخدمات لنا، فلا ينقصنا في الحي سوى توسعة الشوارع، التي اعتمدت في السابق بطريقة عشوائية، نظرا لقلة الناس في ذلك الوقت» وتقول أم صالح «مع تغير الزمان، وتغير العادات، إلا أننا بفضل من الله، ما زلنا على عاداتنا القديمة، نهتم ببعضنا بعضا، ونعمل على مد حبال الوصل بيننا، والسؤال عن أحوال القريبين، والبعيدين عنا، حتى أصبحنا، كالجسد الواحد، الذي إذا اشتكى منه عضو ،تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وهذا هو ديدن كل المجتمع المكي، بحيث لا يخلو حي من هذه الصفات الإنسانية الرائعة، والتي نعتبرها واجبا علينا تجاه كل مواطن ومقيم في بلادنا الغالية» حسن الحازمي، 76 عاما، مدرس متقاعد، قال «إن معظم سكان شعبة الحروب على قلب رجل واحد، متحابون، متكاتفون، نعمل كل ما يخدم بلادنا الغالية» وبدوره، بين عمدة حي البيبان عبيدالله ناصر الجهني، أن «شعبة الحروب» من الحارات المميزة، والهادئة ويسكنها أكثر من ألفي نسمة تقريبا، أغلبهم من قبيلة حرب، وهم موجودون أيضا في مواقع أخرى قريبة من شعبة الحروب كساحة إسلام والنزهة الغربية والشرقية، ويعمل معظم سكانها في قطاعات الدولة المختلفة