من قال إن التطاول على المقدسات "حرية رأي" يا منظمة العفو؟
"اللهم أعز ديننا، واحفظ بلدنا، وانصر ولاة أمرنا، ووفق شعبنا"
الأربعاء / 22 / ربيع الثاني / 1436 هـ - 16:00 - الأربعاء 11 فبراير 2015 16:00
'اللهم أعز ديننا، واحفظ بلدنا، وانصر ولاة أمرنا، ووفق شعبنا'.. هذه الدعوات ترفعها كل يوم حناجرنا، مترجمة ما في قلوبنا، كلما أشرقت شمس نهار، أو جّن ليل، فلا شيء - والله - يعدل نعمة الاستقامة في الدين، والتمسك بفضائله دون غلو أو تشدد، والتحلي بسماحته ووسطيته. ونعمة أن يحظى الوطن بحكام يحكّمون شريعة الله، ويخدمون الدين، ويرعون مصالح البلد وأهله، ويرعون أمنه. وقد رزقنا الله بولاة أمر منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، مرورا بالملوك سعود، وفيصل، وخالد، وفهد وعبدالله، رحمهم الله جميعا، ثم عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وفقه الله، ونحن بفضل الله ومنّه نحس بهذه النعم، ونُحسد عليها، ولا يعرف قيمتها إلا من فقدها، فنسأل الله ألا يحرمنا منها، وأن يرزقنا شكرها لتدوم. في الأيام الماضية نفذ حكم بحق (مدون) تطاول على الذات الإلهية، وسخر من المقدسات الدينية ورموز الدين، وآذى المسلمين في عقائدهم، وأنشأ لهذا الغرض شبكة الليبرالية، اجتمع فيها كل من لديه بغض وكراهية للمتدينين، ليحولوها إلى 'مكب لنفايات كلامهم وتغريداتهم ومقالاتهم وحواراتهم'، والتي كلها تنضح بغضا وكرها وشتما وسخرية، لكل ما هو مقدس في الدين. ولم يكن الصبر عليه من قبل الجهات الرسمية إلا لعله يراجع حساباته ويصحح ذاته ولا يتمادى في حماقاته، لكن الجهل أعمى حين يودي بصاحبه إلى المهالك، فصدر حكم القضاة بجلده وسجنه (لم أشأ الكتابة في هذا الشأن) لولا أن هذا الحكم، (أقام منظمة العفو الدولية ومنظمات حقوقية أخرى ولم يقعدها، وأقض مضجع واشنطن، وتناولته برامج في قنوات تلفزيونية ومنها BBC)، فأحببت أمام هذه التدخلات والمغالطات أن أوضح لأقول: يا سبحان الله حينما يحتجون ويعترضون على بلد يقيم شرع الله، كان أولى لهم أن يعلموا أنه (يملك سيادته ويأخذ أحكامه من كتاب الله وسنة نبيه)، فمن قال لهم إن التطاول على الذات الإلهية، والنيل من المقدسات الإسلامية، ورموز الدين الإسلامي بالسخرية يسمى حرية! ومن قال لهم ولكل من اعترض على حكم الجلد إن مشهد تنفيذ الحكم مشهد معيب؟ فحينما يكتب هذا المدون أن التفلة 'تنفع المؤمنين' فماذا يسمى هذا التوظيف المسيء لآية كريمة في كتاب الله تتلى في صلواتنا؟ وحينما يدعو إلى سبّ بعض صحابة رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه ورضي الله عن صحابته، وينتقص من قدرهم وهم أصحاب الفضل الأول في نشر الدين الذي وصل إلينا فماذا نسمي هذا؟ وحينما يستمر في غيّه ويقول إنه يعاني 'الاستبداد الديني' ويسخر من 'المسح على الخفين' ويسفّه العلماء وغير ذلك مما لا تعلمه منظمة العفو الدولية ولا واشنطن ولا الذين تعاطفوا مع هذا المدون، وهو يتطاول من بلد الحرمين الشريفين على ثوابت الدين ومقدساته ورموزه، ولم يرع مشاعر من يعيش بينهم ومعهم ممن يعتقدون ويؤمنون بكل ما تطاول عليه، ويعدونه خطوطا حمراء لا يجب تجاوزها! أهذه حرية تعبير؟ أم حرية تفكير؟ أم حرية رأي؟ فليصمتوا، فنحن أدرى بشؤون بلادنا، ولعلني أختم بما قاله ذات يوم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، رحمه الله، حينما قال ولا يزال صوته معنا حيّا 'أقولها صراحة، نحن مستهدفون في عقيدتنا، ونحن مستهدفون في وطننا. وأقولها صراحة لكل علمائنا وطلبة العلم، ولطلبتنا، ولرجال الهيئة، دافعوا عن وطنكم، دافعوا عن دينكم، دافعوا عن بلدكم، دافعوا عن الأجيال القادمة، ويجب أن نقول الحق، ولا تأخذنا في الله لومة لائم، ولنستعمل كل وسائل التواصل للدفاع عن ديننا وبلدنا'.