أنواع الخراف البشرية
عزمني أحد أصدقائي من المنطقة الوسطى على العشاء لإتمامه دراسة الماجستير بعد عودته من الخارج.
السبت / 20 / شوال / 1435 هـ - 20:15 - السبت 16 أغسطس 2014 20:15
عزمني أحد أصدقائي من المنطقة الوسطى على العشاء لإتمامه دراسة الماجستير بعد عودته من الخارج. ذهبت إلى هناك ولبيت الدعوة، وأنا على العشاء أرى ذلك الخروف الشهي الذي يمتلئ باللحم يبدأ العد التنازلي وينقض كل من معي عليه، أثناء الأكل قال أحد أصدقائي سائلا عن الخروف: هو حري ولا نجدي؟ نظرت إليه وأنا كلي تساؤل واستمتاع باللحم: يا عمي كله لحم زي بعضه بلهجتي الجداوية التي تكشف الكثير عن نفسي وقضية الخرفان، اكتشفت بعد النظرات الحادة من بعض الجالسين أن الموضوع أكبر مما أتصور وأعتقد، وأن أنواع الخراف تتميز فيما بينها، وأن لكل نوع طعما ومذاقا مختلفا، فالخرفان أنواع في عالم الحيوان، والخرفان أيضاً أنواع في عالم البشر، فالخروف كلمة عامية تطلق على التبعية العمياء عموما والانصياع الاستسلامي للآخر، ومن هنا أعرض لكم هذه الأنواع: خروف العلاقات الغرامية: وهو الإنسان الذي تحركه غريزته، ودافعه هو الوصول إلى أقرب منطقة ممكنة من الفتاة، فيقوم بتلبية جميع طلباتها وتوفير الهدايا لها وإغراقها بكروت الشحن التي يعتقد أنها تطلبها لمكالمته هو وليس غيره، وفي أكثر الحالات يكتشف هذا الخروف أن هذه الفتاة تكذب عليه وتستفيد من ورائه الكثير لاحتياجاتها الخاصة، وفي أسوأ الحالات يكتشف أنه رجل أصلاً. خروف الزواج: وهو الزوج المازوشي في حالات وهي حالة يحب فيها الشخص أن يكون مطيعا وممارسا عليه السادية والعنف من قبل زوجته، فيصبح يقول نعم على كل شيء حتى يصبح منظره أمام الآخرين كالخروف فعلا تهشه زوجته يمينا أو يسارا وهو فقط لا يعرف من العربية غير: كلمة حاضر. وهناك خراف أهم من هذه قد تغيب عن البعض ونحتاج إلى معرفتها والحذر من التشبه بها: خروف الفكر: وهو الشخص الذي يسلم عقله لغيره، فهو يريد لشخص آخر أن يفكر عنه ويكون هو الراعي لقراراته، فلا يبحث أو يكون له رأي خاص أو انتقاد، فعقله استراحة لأفكار الآخرين ويمتاز بالثقة العمياء لأفكار من قرر الانتماء إليه. خروف التفكير والحوار: وهو قريب من خروف الفكر إلا أنه يستخدم مغالطة معروفة في علم المنطق وهي الامتثال لرأي الأغلبية أو كلام الناس، فكل كلامه يحمل عبارات: يقول الناس، هم قالوا. فدائما يحمل صحة كلامه بأن هناك أشخاصا يقولون ذلك ويمتاز هذا الخروف بحبه للقطيع والتحدث برأيهم والتلون بفكرهم. وفي الخرفنة يقول المفكر الدكتور مصطفى حجازي: (ليس هناك في التبعية حوار أو تبادلية، بل فوقية من جانب السلطة وامتثال من جانب الاتباع، في هذه الحالة ينتفي النقد والتساؤل، كما تنتفي المرجعية الذاتية عند أعضاء الجماعة، ويصبح مركز الضبط خارجيا بمعنى أن الإنسان لا يتصرف أو يقرر انطلاقا من إرادته الذاتية أو مبادراته أو تفكيره الخاص وهو لا يتساءل بل يتلقى الجواب الواحد الوحيد ذا الطابع اليقيني، وبذلك يهدر الفكر ويهدر معه الاستقلال). هناك كلمات ضد كلمة الخرفنة، هي الحرية أو الاستقلال أو قوة الإرادة والاختيار، خذ هذا المقياس وضعه على كل أبعاد حياتك فلا يوجد في أي قرار أو سلوك تقوم به إلا إحدى هاتين الصفتين إما حر أو خروف.