أبودهمان: لدي عمل أفضل من «الحزام»
الثلاثاء / 8 / صفر / 1438 هـ - 20:00 - الثلاثاء 8 نوفمبر 2016 20:00
كشف الروائي أحمد أبو دهمان أن روايته «الحزام» لن تكون عمله الوحيد، وأنه يعمل على مشاريع كتابية جديدة، أحدها عمل خاص عن والديه، وستكون أفضل من الحزام.
جاء ذلك في أمسية (كتاب الشهر) التي أقامتها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة أمس الأول لمناقشة رواية الحزام، والتي كشف فيها المؤلف الكثير من أسرار هذه الرواية وقصة كتابتها.
وفي قاعة ممتلئة تماما بالجمهور، كان من بينهم عدد من المغردين المعروفين، تحدث أبودهمان عن روايته الشهيرة بوصفها محاولة لأن يروي قصة بلاده لزوجته وابنته، قبل أن تتحول إلى طريقة مثالية لمخاطبة مجتمع غربي بلغته، وتعريفه بالمجتمع السعودي، يقول «لقد أنجزت في الرواية ما لم أنجزه في بحث الدكتوراه، وأدين في ذلك بالفضل لأمي بالدرجة الأولى، ومن ثم لنساء القرية ورجالها».
ويقول أبودهمان إن النص أرسل لأربع دور نشر فرنسية معروفة، وجاء القبول من أكبرها مصحوبا بعقد موقع وجاهز، ومن هنا بدأت قصة الحزام التي لا يعدها المؤلف رواية ولا سيرة ذاتية، وإنما يصفها بالنص الشعري الإنثروبولوجي، مضيفا «الجزيرة العربية نص عظيم، ليس فيها ذرة رمل لا توجد وراءها قصيدة».
كما تناول صاحب الحزام علاقته بالمفكر محمد أركون، والتي كانت بمثابة الإنقاذ له، حيث لم يكن أمامه سوى أن تعرض رسالته الأكاديمية على أستاذ يهودي يدعى ديفيد كوهين، وهو أمر قد يتسبب بإنهاء بعثته، وحينها تعرف على أركون الذي قبل أن يكون أستاذه، ثم نشأت بينهما علاقة معرفية. يقول أبودهمان إنه تعلم منها منهجية القراءة، والتحليل العلمي والتفسير التاريخي لكل الظواهر.
وعودا إلى الرواية يذكر الضيف أن الكثيرين من المخرجين العرب والفرنسيين طلبوا منه تحويلها إلى المسرح والسينما.
وخلال اللحظات السريعة المختطفة من وقت الأمسية المحدد أبى المحاضر إلا أن يجيب على أسئلة الجميع، بمن في ذلك إحدى الحاضرات وهي بشاير الشهري التي اختصرت الشعبية التي يحظى بها صاحب الحزام لدى محبيه قائلة «أحترم قوانين الأمسية، ولكن أرجو السماح لي بالحديث، فرؤية أحمد أبودهمان شيء لا يحدث كل يوم»، ثم سألته عن كيفية الحفاظ على الهوية، فقال لها «نحن أصل كل ما هو عربي وإسلامي، وحفاظنا على هويتنا يكمن في حفاظنا على تنوعنا داخلها، ما لم نعِ ذلك قد تندثر هويتنا وهويات غيرنا المرتبطين بنا».
هكذا تحدث صاحب الحزام
- كنت أحتمي بقريتي في باريس، وسؤال الهوية أصبح مرعبا في زمن العولمة.
- علينا ألا نتوقف عن الاكتشاف، كل منا مطالب بالكتابة، ولنبدأ بأمهاتنا.
- لا أحضر في نشاط للمؤسسات الثقافية إلا بمقابل، وعلى الأدباء أن يتمسكوا بهذا الحق.
- لا أثق بالطبيب الذي لا يفهم في علم النفس والأدب والفنون.
- العالم الغربي لن يحترمك ما لم تأته من فوقه، ولن نأتي من فوقه إلا بالمعرفة.
«نحن بحاجة إلى المبدعين الذين يقولون للعالم إننا لسنا صحراء وبترولا فقط. لقد كانت الحزام بمثابة السفير للمملكة، ورغم ذلك لم نعرف عنها إلا بعد وقت طويل، ولم تجد مداها في الوسط المحلي حتى الآن. هذا العمل نجح في التعريف بقرية سعودية لم يكن بالإمكان التعريف بها بشكل أفضل حتى لو خصصت الملايين لذلك. لقد اقترحت وما زلت أطالب بأن تكون الحزام ضمن مناهج التعليم والجامعات».
محمد آل زلفة -
أستاذ التاريخ بجامعة الملك سعود