الرأي

تريليون!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
كتب الدكتور حمزة السالم مقالا تحدث فيه عن اختفاء تريليون ريال، ومن حسن الحظ أني أكتب المقال ولا أقرؤه لأني أجد صعوبة في نطق مثل هذه الكلمات. وغني عن القول إني لا أفهم في الاقتصاد ولا في الأرقام ـ ولا في غيرهما ـ ولا أعلم مدى دقة وصواب ما ذهب إليه الدكتور السالم. ولكن كما أخبرتكم غير مرّة فإن شرط الفهم ليس ضروريا لكي نفتي ونتكلم. وأصدقكم القول أني لم أهتم بمعرفة أين ذهب التريليون ـ إن كان قد اختفى بالفعل ـ وكان جل اهتمامي هو تخيل شكل المبلغ، وهل يمكن حمله في حقيبة أم حقيبتين إذا قدر لي أن أعثر عليه فجأة، ثم اكتشفت أن هذا المبلغ لو رصّ بشكل عمودي لبلغ ارتفاعه ما يقارب 200 كيلو متر، وحينها توقفت عن التفكير الذي لا ضرورة له، والتفكير كله ـ كما تعلمون ـ أمر لا ضرورة له. ثم قرأت اليوم بعض الأخبار التي تتحدث عن أن معالي وزير الدولة محمد آل الشيخ ينوي مقاضاة الدكتور السالم بسبب مقاله الذي اعتبره آل الشيخ تشهيرا. والتقاضي سلوك حضاري ـ لا شك في ذلك ولا ريب ـ ولكن في مثل هذه القضايا فإن الأفضل والأجمل أن تتم مناظرة الدكتور السالم وبيان ضعف حججه وتفنيدها أمام العامة والدهماء أمثالي الذين خرجوا للبحث عن التريليون الضائع. وعلى أي حال.. وبما أنني قد سخرت قلمي لتقديم اقتراحات بناءة لهيئة الترفيه ـ الموقرة ـ فإني أقترح أيضا أن تتم هذه المناظرة تحت رعايتها، لأن التريليون، سواء كان موجودا أم ضائعا أم مختفيا أم في فترة نقاهة، فإن النتيجة واحدة، ويبدو أنه لن يُشاهد مجددا، ولذلك فإنه من الجميل أن يرفه الناس عن أنفسهم من خلال الاستماع إلى الحديث عنه وذكر مناقبه التي لا يعرفونها. algarni.a@makkahnp.com