المتحدث الرسمي يسكت عندما نريده يتحدث!
يمين الماء
الاثنين / 7 / صفر / 1438 هـ - 20:00 - الاثنين 7 نوفمبر 2016 20:00
قال صاحبي، في الحي الصغير الشعبي الذي أسكن فيه، أستلف من صاحب البقالة كل شهر على الحساب ثم يحاسبني نهاية الشهر، كل عام ونحن على هذا المنوال..
قلت له: تمام ..
قال: سرت إشاعة في الحارة أن صاحب البقالة سيفرض رسوما على المستدين منه مقابل التأخير في السداد ثلاثين يوما.. وسيفرض رسوما أخرى تختلف بحجم المبلغ!
قلت: من حقه، ليس الآجل كالدفع الكاش، والمبلغ الصغير ليس كالمبلغ الكبير، وإن لم يعجبك الوضع اذهب لبقالة أخرى!
قال: قد أتفق معك، ليست هذه المشكلة، المشكلة عندما سألت صاحب البقالة قال اسأل العامل البائع، لما سألت البائع قال اسأل المحاسب، المهم قلت لهم أليس لكم متحدث رسمي بدلا من هذه الإشاعات.
قلت: أي إشاعات..؟
قال: سرت إشاعات أخرى برفع رسوم المياه المبردة بخلاف المياه الساخنة، وإشاعات أن صاحب البقالة سوف يزيد السعر ليلا لأنه يسهر من أجلنا، وسرت إشاعات أخرى أنه يفكر أن يفتتح بقالات أخرى فهو بحاجة للمال كي يكسب، وإن كسب فسوف يخفض الأسعار لأن شراءه بالجملة سيزداد..
قلت: معقول؟
قال: المهم فجأة لم يحدث شيء من هذه الإشاعات، ورفع سعر اللبن والخبز والمياه الصحية وكل شيء ولم يفرض رسوما!
قلت يعني: صارت هجمة مرتدة!
المهم انتهت القصة الخيالية الخالية من المعنى، لكن الإشاعات لا تزال سارية في البلد، ولا متحدث رسميا يجيب على الأسئلة، هل صحيح ما يتم تداوله عن إعادة توزيع رواتب المعلمين؟ أو تخفيضها؟ هل سن التقاعد صحيح، ما يتم التحدث عنه من رفع سن التقاعد، والناس في حيرة هل تتقاعد الآن أم لا، وكأنها تنتظر الموت قبل الموت بقليل، هل صحيح اقتطاع جزء من الراتب للتأمين الإجباري في مستشفيات وزارة الصحة؟
لماذا يسكت المتحدث الرسمي في الوزارات عما يريد الناس الحديث عنه، ويتحدث عن أشياء يعرف الناس كل شيء عنها، أو أنه يتحدث في شيء لا يهم الناس وفجأة تتخذ الوزارة القرار!، لماذا ترد الوزارة على كل ما يتم تداوله في قروب صغير في الواتس اب وتويتر، ولا ترد على هذه الإشاعات التي ملأت البلد والهواء والناس!
قال صاحبي: أيضا هذه هجمة مرتدة من الوزارات، والناس والمستثمرون الصغار يريدون أن يعرفوا ماذا سيحدث سيدي الوزير!
قلت: رحم الله غازي القصيبي عندما قال: من يعرف لا يتكلم، ومن لا يعرف هو الذي يتكلم!
albarrak.a@makkahnp.com