عصابة فلافل في مستشفى زاهر

مستشفى «فلافل» كما تسميه مجموعة من العمالة المخالفة التي تنشط في المكان وتستخدمه لأغراض مشبوهة، كان فيما مضى ومنذ افتتاحه رسميا قبل نحو 35 عاما معروفا

u0628u0642u0627u064au0627 u0645u062du0627u0644u064au0644 u0648u0623u062fu0648u0627u062a u0637u0628u064au0629 u0641u064a u0627u0644u0645u0628u0646u0649 (u0631u064au0627u0646 u0645u0638u0647u0631)

مستشفى شهير بمكة يتحول إلى خرابة تعج بالمخالفين

مستشفى «فلافل» كما تسميه مجموعة من العمالة المخالفة التي تنشط في المكان وتستخدمه لأغراض مشبوهة، كان فيما مضى ومنذ افتتاحه رسميا قبل نحو 35 عاما معروفا لدى السكان باسم «مستشفى أحمد زاهر» نسبة للطبيب الذي أسسه في 1391، أحد أفضل مستشفيات مكة المكرمة، يتلقى فيه المرضى العلاج على أيدي أطباء متخصصين. إلا أن هذا المستشفى الأهلي المهجور، لا يزال يرحب بزواره الكرام ويتمنى للجميع الشفاء العاجل كما تشير بعض الأوراق القديمة فيه، ولكن بطريقة مختلفة تماما عما كان عليه في السابق، فهو الآن دون تخصصات طبية، ومفتوح 24 ساعة بلا أبواب أو نوافذ، حتى أخذ البعض يردد عبارة «الداخل مفقود والخارج مولود» في إشارة لما قد يواجهه الإنسان من خطر عند ولوج هذا الموقع، فإن نجا الداخل من مرتادي الموقع، ربما لن ينجو من خطر الجراثيم التي من الممكن أن تتحول إلى مصدر للأوبئة، فضلا عن النفايات الطبية التي لم يتعامل أحد معها بالحرق أو بإعادة تدويرها، حتى تشكلت على هيئة أكوام من المهملات بين منازل حي النزهة الذي يحتضن المستشفى الذي سمي لاحقا بمستشفى الدكتور جميل سراج الدين.

مأوى للمخالفين

منذ ما يزيد عن 20 عاما، خلا المستشفى من المرضى والأطباء والمراجعين، لكنه لم يخل من الأدوية منتهية الصلاحية، ولا الأدوات الطبية الملوثة، خصوصا أن المستشفى أصبح مأوى للمخالفين، بل إنه في بعض أركانه يحوي أسرا بأكملها من مخالفي الأنظمة والعمل، وكل ما يمكن سرقته من المستشفى سرق، عدا بعض الأثاث القديم، لكن معظم الغرف صالحة للاستخدام خاصة مع وجود مراتب نوم وثيرة.

عصابة فلافل

المستشفى يتكون من ثلاثة مبان وعدد من الملاحق، وأبوابه مشرعة ونوافذه محطمة، والدخول إليه أسهل بكثير من الخروج منه، وما يدعى بعصابة «فلافل» فرضت سيطرتها على المكان، وفور الولوج إلى المستشفى تجد العبارات الدالة على تلك السيطرة، بدءا بعبارات الترحيب بالداخلين باسم قائد العصابة واسمه الحركي «فلافل»، ومن ثم بقية أفراد العصابة، ولضمان عدم ضياع أي من قاصدي مقرها، عمدت إلى رسم الإشارات التوضيحية، بداية من الباب ووصولا إلى مقرها في الأعلى.

مختبر وأدوية

في الدور الأول من المبنى، توجد صيدلية كاملة مع عدد غير محصور من الأدوية ورغم انتهاء صلاحيتها، إلا أنها تمثل مغنما لضعاف النفوس من المدمنين ومتعاطي المخدرات، خصوصا مع وجود مختبر في الموقع نفسه تتوافر فيه مجموعة من الأدوات والعقاقير المخبرية اللازمة للتركيب والتصنيع، ووفرة كبيرة من المواد الكيميائية.

موقع مشبوه

وفي موقع مجاور للمبنى الرئيس، أقرب ما يكون إلى مقر سكن الأطباء الذي يتبع المستشفى، تدل الأطعمة ومخلفاتها ومعلباتها ذات التواريخ الحديثة، على استغلال المبنى كسكن من قبل مخالفي أنظمة الإقامة والعمل، أو أفراد العصابات، في وضع مشبوه، حيث يوجد ما يدل على عمليات تقطير الخمر كالجوالين البلاستيكية، وعلب المياه الفارغة بكميات كبيرة. وفي مبنى ثالث تابع للمستشفى، جهزت حديثا إحدى الغرف للسكن، ووجد خزان مياه ممتلئ، مع وضوح حالة الاقتحام بكسر الباب المقفل بالسلاسل، وهو المبنى الوحيد الذي أحكم إغلاق أبوابه رغم تحطم نوافذه. يشار إلى أن المستشفى الأهلي أسسه في 1391، كمستشفى للنساء والولادة فقط، الراحل الدكتور أحمد زاهر، وكان عبارة عن عمارة من 3 أدوار، ثم طور في 1399 وأصبح مستشفى عاما، وافتتح رسميا عام 1400. والمبنى مقام على مساحة 60 × 60 مترا مربعا، ومكون من خمسة أدوار، وبدروم للخدمات المساندة، وقسم الأشعة، والمختبر، والعلاج الطبيعي، والمطبخ، والدور الأرضي خصص للعيادات الخارجية، ومكاتب الإدارة، والعناية المركزة، أما الدور الأول للعمليات الجراحية وحضانة الأطفال، بينما خصصت الأدوار؛ الثاني والثالث والرابع للتنويم بسعة 216 سريرا.