العصا المتشعبة والنمل يبرئان عرافي المياه الجوفية

قال عدد من الجيولوجيين في العاصمة المقدسة إن العلم الحديث المتخصص في التنقيب عن المياه الجوفية عن طريق حفر الآبار الارتوازية، طابق المنهج الذي اعتاد السعوديون الكشف عن طريقه عن آبارهم، وذلك عن طريق الاستعانة بأشخاص أميين لمعرفة مناسيب المياه وعمقها، مؤكدين أن العلم الحديث كشف أن استخدام العصا المتشعبة والنمل له دلالات ميكانيكية في معرفة عروق الماء تحت باطن الأرض

.. u0648u0628u0626u0631 u0623u062eu0631u0649 u062du0641u0631u062a u0639u0644u0649 u0639u0645u0642 u0643u0628u064au0631 u0648u0635u0648u0644u0627 u0644u0644u0645u064au0627u0647

قال عدد من الجيولوجيين في العاصمة المقدسة إن العلم الحديث المتخصص في التنقيب عن المياه الجوفية عن طريق حفر الآبار الارتوازية، طابق المنهج الذي اعتاد السعوديون الكشف عن طريقه عن آبارهم، وذلك عن طريق الاستعانة بأشخاص أميين لمعرفة مناسيب المياه وعمقها، مؤكدين أن العلم الحديث كشف أن استخدام العصا المتشعبة والنمل له دلالات ميكانيكية في معرفة عروق الماء تحت باطن الأرض.

استخدام التقنيات

وأفاد أستاذ الجيولوجيا عمر النفيعي أن تحديد المياه الجوفية بدقة وعمق أكبر، وقياس الكمية، ومعرفة نوعية المياه، تستخدام من أجلها عدة تقنيات، لتحديد المنطقة التي يجب التنقيب فيها لاختبارها بدقة ودراسة ملامحها الهيدرولوجية والجيولوجية المهمة في تخطيط وإدارة الموارد، وهذا الأمر يمكن رؤيته في بعض الوديان من تحت التلال، والاستدلال على ذلك بوجود النباتات «المحبة للمياه»، مثل القطن أو الصفصاف، حيث توجد المياه الجوفية في مناطق معتدلة ومتنوعة داخل الأرض.

القرائن التفصيلية

وأشار النفيعي إلى أن دراسة التراكيب الجيولوجية هي مفتاح الحل لمعرفة الصخور وتشكيلاتها والتي تعد بمثابة القرائن التفصيلية الراسمة لجيولوجية الأرض، وكخطوة أولى في تحديد ظروف مواتية للتنقيب عن المياه الجوفية، والهيدرولوجية، ليبرز دور الخرائط الجيولوجية والمقاطع العرضية التي تبين توزيع وأماكن أنواع مختلفة من الصخور، سواء على السطح أو تحت الأرض، موضحا أن بعض الصخور الرسوبية تمتد عدة أميال، وهناك أنواع أخرى من الصخور التي تتصدع تحوي فتحات كبيرة بما يكفي لنقل المياه، وبعض الصخور في الجزيرة العربية لها دلالات مختلفة لمعرفة عروق المياه والتي تجري من داخلها.

دراسة التربة

وأبان النفيعي أن المنقبين يجب أن يحصلوا على معلومات عن الآبار في المنطقة المستهدفة، عن طريق دراسة خصائص التربة، ومعرفة أعماق المياه، وكمية المياه التي من المتوقع ضخها، وأنواع الصخور القابلة للاختراق للبحث عن عمق مستوى المياه، وأيضا دراسة واقع بقية الآبار الارتوازية وتأثيراتها على المياه الجوفية، والاستدلال على حجم المياه التي من الممكن أن تحويها البئر، والآثار المترتبة على ضخ هذه المياه على المنطقة، جنبا إلى جنب مع توفير التحاليل الكيميائية للمياه داخل الآبار.

تسرب الأمطار

وأوضح أستاذ علم الأرض أن المياه الجوفية هي ببساطة التي تشبع كامل المسامات أو الشقوق في التربة والصخور، وتتجدد بتسرب مياه الأمطار التي تسقط على الأرض، على الرغم من أنه يمكن تجديدها بشكل صناعي من بعض المتخصصين خاصة في المناطق الريفية والقرى التي تسور العاصمة المقدسة من الجهة الجنوبية والشمالية جراء التقاء سيلي عرنة ونعمان، ودراسة مرافق الأرصاد الجوية، والطبوجرافية، والعوامل البشرية التي تحدد مدى ومعدل الطبقات والتشكلات في طبقات المياه الجوفية.

طرق الماضي

أوضح الباحث الجيولوجي تركي القارزي أن مسح المياه تحت الأرض اقتصر في الماضي على ما يعرفه الناس بالبصارة أو العرافة، وهي جلب مجموعة من الأشخاص الذين يقومون بهندسة الأراضي عن طريق المشي حولها، فترى أحدهم تارة يسحب بعصاه أو يعري قدميه أثناء المشي، أو وجود مجموعات من النمل والتي من المعروف أنها لا تقف إلا على المناطق الرطبة.

مصادر جديدة

وقال القارزي إن مسألة التنقيب عن المياه الجوفية أفضت إلى استخدام الطرق الصناعية وإيجاد مصادر جديدة للمياه العذبة والتي تعتبر مهمة بالنسبة للإنسان خاصة في هذه الأيام، وبعض بلدان العالم التي عانت فيها مصادر المياه العادية (البحيرات والأنهار)، بشكل كبير من أخطار التلوث، مشيرا إلى أن التنقيب عن المياه الجوفية يشبه التنقيب عن أي مورد آخر، حيث تستخدم من أجله الأدلة الجيولوجية جنبا إلى جنب مع القياسات الجيوفيزيائية في تحديد مناطق واسعة للثروة المائية.

ظواهر صوتية

وأشار القارزي إلى أن من طرق اكتشاف المياه الجوفية، اكتشاف بعض الظواهر الصوتية في الأرض، والاهتزازات الطبيعية والتي هي من صنع الإنسان حتى الوقت الحاضر عن طريق أنظمة صوتية متطورة عالية الدقة تمكن الجيوميكانيكي من معرفة وتمييز هذه الأصوات الدالة على المياه، مفيدا أن العثور على الماء بعصا متشعبة قد لا يكون خدعة بقدر ما هي ميكانيكا في العلم الحديث، وهو ما يفسر حمل كثير من الأشخاص لهذه العصا. وأبان القارزي أن هذه التقنية تعمل بشكل جيد في الإعدادات الجيولوجية، وتعطي نتيجة إيجابية من %97 إلى 98 في حفر مياه الآبار حتى في المناطق الصخرية والصحراوية، وتحقق نتيجة كبيرة، وذلك باستخدام الطرق الجيوفيزيائية التقليدية، ومن الصعب جدا، بل المستحيل في بعض الأحيان، لأي شخص لم يتلق جرعة تدريبية كاملة معرفة هذه الأمور.