الرأي

الوهابوفوبيا والإخوانوفوبيا!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
يخطب البغدادي مهددا السعودية من سرداب ما في مكان ما لا يعلمه إلا الله وصاحب المشروع الذي تنفذه شركة البغدادي، ويرتد صدى الخطبة من كهف في صعدة بتهديد آخر من عبدالملك الحوثي، ويطرب لذلك حسن فيخطب هو الآخر مهددا عبر الشاشات من مكان مجهول في الضاحية، ثم يثير كل ذلك قريحة شاعر من الحشد الشعبي فيتحمس وينشد أبياتا بلهاء يقول فيها إن الحشد لن يتوقف حتى يأخذ الرياض ويستعيد الكعبة. يختلفون في المذاهب والانتماءات والجنسيات، لكنهم يتفقون جميعا في أمرين، الأول أن أيديهم ملطخة بدماء أهلهم وبني أوطانهم، أما الأمر الآخر الذي لا يختلفون فيه هو أن عدوهم الأول وهدفهم النهائي هو السعودية. ما سبق ليس مقدمة لخطبة عصماء عن التآمر وليس كشفا لأسرار لا يعلمها أحد، هي معلومات وحقائق ملقاة على قارعة نشرات الأخبار يعرفها كل أحد. وهذه هي المشكلة، فعلى الرغم من وضوح هذه الحقائق إلا أنها لا تلفت نظر أحد من أولئك الذي يطربهم ترديد أغنية «الوهابية والإخوان» المملة كلما علوا خشبة مسرح التنظير. وصعوبة مواجهة التيارات «الفكرية» أمر يمكن تفهمه لأنها تحتاج إلى جهد فكري. ولذلك يلجأ البعض إلى اعتبار هذه التيارات أعداء يجب التخلص منهم لأن ذلك يبدو أسهل ويحتاج لمجهود أقل. وقد يصل الأمر إلى مرحلة مرضية يمكن تسميتها «الوهابوفوبيا أو الإخوانوفوبيا» من أبسط أعراضها أنها تعمي المصاب بها في أحيان كثيرة فلا يستطيع أن يرى من يحمل المسدس بالفعل ويصوبه إلى رأسه. وعلى أي حال.. صحيح أن البشر متفاوتون فقد يمنح الله بعضهم بصيرة تجعله يرى ما لا يراه الناس، ويستشعر الخطر الذي «قد» يأتي، ولكن رؤية الحقائق الواضحة ومشاهدة الخطر الموجود بالفعل لا تحتاجان لموهبة عظيمة ولا لكثير من الذكاء والحدس. وليس يصح في الأفهام شيء.. إذا احتاج النهار إلى دليل! algarni.a@makkahnp.com