مسرحيون: أسلمة المسرح لا تتسق مع المنطق
اتفق عدد من المسرحيين على عدم وجود ما يسمى بالمسرح الإسلامي، رغم وجود محاولات لتقديم عروض ذات صبغة دينية، فيما رأى آخرون أنه كان موجودا في فترة مضت، ولكن اعتراه ضعف أدى إلى اختفائه بعد زوال رموزه وتغير الظروف السياسية التي أقصت هذا التيار بعيدا عن المسرح
السبت / 6 / شوال / 1435 هـ - 21:30 - السبت 2 أغسطس 2014 21:30
اتفق عدد من المسرحيين على عدم وجود ما يسمى بالمسرح الإسلامي، رغم وجود محاولات لتقديم عروض ذات صبغة دينية، فيما رأى آخرون أنه كان موجودا في فترة مضت، ولكن اعتراه ضعف أدى إلى اختفائه بعد زوال رموزه وتغير الظروف السياسية التي أقصت هذا التيار بعيدا عن المسرح. وأكدوا أن الدعاوى التي تنشد أسلمة المسرح، هي دعاوى غير منطقية. أكد الكاتب بسيم عبدالعظيم على أن ضعف الأمة الإسلامية من جهة، ومنافسة وسائل الاتصال الحديثة التي غزت عالم الكبار والأطفال، أديا إلى ضعف المسرح الإسلامي. مع ارتباطه في الأذهان بالوثنية، ولكن المسلمين في القرن الماضي استغلوا المسرح في نشر القيم الإسلامية، وكتبت المسرحيات الشعرية منذ أمير الشعراء أحمد شوقي وعزيز أباظ، وإذا كان المسرح الإسلامي قد ضعف، فذلك ينطبق على الشعر وبقية الفنون.
المسرح هو المسرح
لا وجود لما يسمى بالمسرح الإسلامي، فالمسرح هو المسرح، وتخصيصه بعنوان إسلامي أو ديني، مسألة تتعلق بطبيعة الأهداف والموضوعات، لذلك يمكن الحديث فقط عن ممارسات مسرحية متأسسة على دوافع أخلاقية أو دينية، وفي هذا المجال يقدم المتدينون في أوساطهم ما يشبه المسرح، ضمن عنوان الوعظ الأخلاقي تارة، أو استدعاء أحداث تاريخية تارة أخرى. وحده مسرح التشابيه الذي تعرفه البيئات المتدينة الشيعية يمكن أن يحسب على صيغة مسرحية دينية، فهو يمثل منظومة جمالية مستقلة، كانت محل تدارس واهتمام عدد مهم من المفكرين والمسرحيين الغربيين، وفيهم بيتر بروك، وميشيل فوكو، لما فيها من معطيات تتقاطع والجذور الأولية للمسرح، وما تحمله من سمات تقترب من جماليات المسرح الملحمي. أثير السادة
مسرح الإخوان
المسرح الإسلامي اختفى لأن العالم الغربي يحارب الإسلام في بلدان المسلمين. وكل ما هو مرتبط بالإسلام أصبح يُحارب الآن، وأصبحت كل موبقات الدنيا تلصق بالإسلام والمسلمين. والغريب أن المسرح الإسلامي لم يظهر في مصر وبقوة إلا بعد نكبة فلسطين، وكان مقصورا على جماعة الإخوان المسلمين، فهم أصحاب أول نصوص مسرحية يطلق عليها المسرح الإسلامي، بل وهذه الجماعة كان لها فرقة مسرحية، عرضت ما يعرف وقتها بعروض المسرح الإسلامي. وكان كاتبها الوحيد عبدالرحمن البنا شقيق حسن البنا مؤسس الجماعة. وهذه الفرقة تغيرت فيما بعد وأطلق عليها اسم «مسرح جمعية الشبان المسلمين» وفي وقتنا الراهن لا وجود لهذا المسرح ولا وجود لجماعة الإخوان وفقا للتطورات السياسية الآنية. سيد علي إسماعيل
أسلمة المسرح غير منطقية
قد لا يكون صحيحا إطلاق مصطلح «المسرح الإسلامي» على عديد من التجارب المسرحية ذات الطابع الديني. وكان المخرج اللبناني المعروف روجيه عساف قد برر في أكثر من لقاء نفيه لوجود مثل هذا النوع من المسرح، بأن «المسرح ككيان هو أداة دخيلة على مجتمعنا وحضارتنا؛ فنحن استعرنا هذا الشكل من الخارج ومن أوروبا بشكل خاص»، ورغم هذا فلا يمنع ذلك من تقديم مسرحيات تحمل سمة دينية وتهدف للوعظ والإرشاد والاستفادة من السير التاريخية ولكنها لا يمكن أن تشكل تيارا وخصوصية في الجانب الفني، فالاختلاف يتأتى فقط في قصة المسرحية ليس إلا. لم يكن المسرح اختراعا عربيا أو إسلاميا، وإنما هو منتج غربي جاءنا متأخرا والدعاوى لأسلمته لا تتسق والمنطق، وعليه لا بد أن نقدم مسرحا يمتلك مواصفات المسرح الحقيقي. عباس الحايك
استلهام للتاريخ
ﻻ يمكن لنا أن نطلق مصطلحا يسمى بالمسرح الإسلامي، فالأفكار والمواضيع ﻻ تؤدي إلى طرح تيار أو اتجاه بهذا الصدد. فالعروض المسرحية التي تستلهم التاريخ الإسلامي ﻻ تعني بالضرورة أنها مسرح قائم بذاته، هي عروض حالها حال أي عرض مسرحي يستلهم التاريخ الإنساني القديم والأساطير. نحن أمام عروض تستفيد من الوقائع والأحداث والشخصيات وليست بمسرح يمكن أن يدخل في مجال التنظير والبيانات. وهذا النوع من العروض المسرحية متواصل على قلته ولكنه ﻻ يختلف في شكله عن أي عرض مسرحي يعرض على خشبة مسرح تقليدي. وبما أن أفكار هذه العروض تنحو منحى دينيا فإنها تحاول مشاكسة ما هو سياسي لذلك تواجه بالرفض. وبالتالي، فإن الأفكار ﻻ تؤسس لشكل مسرحي بل الشكل هو الذي يؤسس ﻻتجاه مسرحي معين. علي الزيدي
معوقات ورؤى ضبابية
يواجه المسرح الإسلامي بشكل خاص والأدب الإسلامي عموما معوقات كثيرة، لعل أهمها غياب الاهتمام الرسمي بهذا النوع من الإبداع الذي يمكن أن يكون تنويريا وحاملا لرسالة تثقيفية مشاغبة لا ترضي الكثير. لعل غياب النص الجيد بمقوماته الفنية المعاصرة وندرة الكتابات التي تحمل هم المضمون الإسلامي من جانب وفنيات إيصال فكرته ومضامينه، تشكل أهم وأخطر المعوقات، إذ ما زال الكثير من الكتاب يحمل رؤى ضبابية عن دور وأهمية الفن. وهو يحتاج من يستوعب رسالة الإسلام العالمية في الانفتاح على الآخر وإدراك العمق الحضاري في هذا الدين وأبعاده كونه رحمة للعالمين مع دراسة أكاديمية للفن المسرحي وعناصره الحديثة التي توصل بصياغة حوارها وأساليبها التقنية والفنية روح تلك المضامين. سمير الشريف