اللعب بالنار في جدة..من المتهم؟
في البدء، خالص التهاني لصاحب السمو الملكي الأمير الخلوق محافظ جدة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، أعاده الله على الجميع باليمن والخير والبركات
الخميس / 4 / شوال / 1435 هـ - 21:00 - الخميس 31 يوليو 2014 21:00
في البدء، خالص التهاني لصاحب السمو الملكي الأمير الخلوق محافظ جدة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، أعاده الله على الجميع باليمن والخير والبركات. وحتى لا يلومني سموه أجمع جدة وأهلها في التهنئة كما يحب، وذلك أقل الواجب. أما بعد، فأعلم مثل غيري من سكان عروس البحر الأحمر ومحبيها أن محافظها المحافظ عليها يُنزلها منْزلة خاصة في قلبه ويحملها في فكره، وأيضا يتعاطى مع شؤونها عن قرب بمحبة وإخلاص. إنها جدة بوابة الخير، وهي تستحق كل الرعاية وأكثر، وهو ـ وفقه الله ـ يعطيها بالغ الاهتمام وأكثر وعلى ما أقول شهود عدول والإنصاف في المقدمة. بصراحة، ألمس من أرض الواقع تصاعد انزعاجه لو شكت جدة، وأدرك مدى حرصه على تهدئتها وتهيئتها لمصافحة انبلاج كل صبح بوجه جميل مشرق باسم من أقصاها إلى أقصاها لتعود مع غروب كل شمس إلى السكون والبهجة وامتصاص متاعب سكانها وزائريها ومدهم بطاقة الارتياح المنبعثة من هدوء حاراتها وشواطئها التي أتعبه «هو» تهذيبها، وفي الميادين علم وخبر، حتى كانت وما زالت تتكحل بجمالها العيون، كل العيون. من هذا المنطلق كلي ثقة أن ركام السحب الدخانية التي حجبت فتنة سمائها عن الناظرين تزامنا مع قيام مهرجاناتها واحتفالاتها التي أشرف عليها بنفسه، قد استفز سموه وأغضبه.. وهو بالمناسبة من القادرين على التحكم في الانفعالات، فلم أعهد أن الركبان تناقلوا عنه لحظة انفعال أو غضب أو زلة لسان، مقابل ما ينتشر في المدينة وبين أهلها من جميل القول عن لطفه وحسن تعامله مع الناس وتميزه في إدارة شؤونهم بحزم دون إفراط أو تفريط. من الجدير بالذكر والاهتمام أن مدينة جدة شهدت الأيام الفائتة حرائق متفاوتة لمنازل ومستودعات في مناطق مختلفة، اشتعلت معها الأسئلة وانطلقت في كل صوب. الأسئلة لم تنطفئ بعد وتصريحات جهات الاختصاص أخذت مكانها ولوحت بورقة الشبهات حول ما وراء الحرائق – الناطق الإعلامي باسم الدفاع المدني بمكة صرح «لهذه الصحيفة»، وكشف عن وجود شبهة جنائية خلف اندلاع الحرائق، وأكد على «إحالة عدد من ملفات الحرائق التي وقعت في جدة خلال شهر رمضان إلى الشرطة بعد اكتشاف شُبهة جنائية»، إضافة إلى تأكيده فتح التحقيق في الحريق الهائل الذي وقع مع الساعات الأولى من فجر يوم العيد – وهو «الحريق الرابع» من نوعه في أقل من شهر. في الختام أخشى ما يخشاه العقلاء أن يشاع اللعب بالنار في جدة لأغراض أو منافع ضيقة. من هنا، أتمنى على سمو محافظ جدة أن يضع كل من يقف خلف هذه الأعمال المشينة في زاوية ضيقة ويكشف أمره للرأي العام، ردعا وعبرة، ففي الأمر ـ إن صحت التوقعات ـ ما يوحي بوجود ضيق انتماء وضعف نفوس خلف ما يحدث.. الحد الأدنى لوصف الأسباب. إنها الفاتنة «جدة» عروس البحر الأحمر..وهل يليق بها غير الجمال والسكينة؟ لماذا يحرقونها؟