مَن مِنّا رأى: (هلال العيد) بـ:(عين السياسة)؟!
لم تعد العين المجردة بإمكاناتها المستقلّة أن ترى هلالاً، وليس ينبغي لِدول الجوار وقد باتت مرشّحةً لأن تتنازع في كلّ شيءٍ أن تتّفق مطالعها في حين تتعذر بالمرّة ولادة هلالٍ بسببٍ من قابلةٍ سياسيّةٍ قد شكّكت هي الأخرى قبلاً بصحّة حمل سمائنا لـ: “جنين الهلال” ولم تجد حينذاك أدنى غضاضة في وصف الحمل الذي هلّلّنا له بـ: “الحمل الكاذب” عطفاً على خلفية متراكمات (خلافاتنا)! والتي طالما أعلنا عنها تلويحاً بأوراق: “التكاذب” فيما بيننا - جهاراً نهاراً - وهذا الأخير لعلكم تعرفونه جيداً
الأربعاء / 3 / شوال / 1435 هـ - 22:15 - الأربعاء 30 يوليو 2014 22:15
لم تعد العين المجردة بإمكاناتها المستقلّة أن ترى هلالاً، وليس ينبغي لِدول الجوار وقد باتت مرشّحةً لأن تتنازع في كلّ شيءٍ أن تتّفق مطالعها في حين تتعذر بالمرّة ولادة هلالٍ بسببٍ من قابلةٍ سياسيّةٍ قد شكّكت هي الأخرى قبلاً بصحّة حمل سمائنا لـ: “جنين الهلال” ولم تجد حينذاك أدنى غضاضة في وصف الحمل الذي هلّلّنا له بـ: “الحمل الكاذب” عطفاً على خلفية متراكمات (خلافاتنا)! والتي طالما أعلنا عنها تلويحاً بأوراق: “التكاذب” فيما بيننا - جهاراً نهاراً - وهذا الأخير لعلكم تعرفونه جيداً.. بالضبط إنه داء التكاذب ليس غيره.. هو ذلك المنجز الأبرز لـ: “جامعة” دولنا العربية.. والذي قد حفظناه مذ كنّا صغاراً كأحد مخرجّات تلك الجامعة بكلّ كلّياتها! وما ثَمّ حاجة بالتالي لكلّ: “المراصد” وإن أنفقت عليها الدول بسخاء ذلك أنّ الرؤية من خلال عين: “السياسية” لـ: “هلال العيد” أثبتت أنها أحدّ وأنّها أكثر قدرة في التجاوز لكلّ ما يُمكن أن يعتور سماءنا من: “قتر” مساءَ الترائي.. ولطالما غُمّ علينا فَقَدَرنا لـ: “الهلال” إذ أكملنا العدّة ثلاثين يومياً بحسب ما صحّ من حديث أبى هريرة.. بينما أبى آخرون إلا أن يجعلوه: “29”يوماً بحيث كانت: “المراصد” إذ ذاك في الخارج من الحِسبة كلّها فيما توكّد حضور: “البطولات الرياضية خليجياً” إذ دخلت على خطّ إثبات: “الرؤية” بقوةٍ ما مكنها تالياً إلى أن تُعلن حسم الإعلان عن: “العيد” عقب يومٍ واحد.. ولئن لم يكن إلا رؤية: “الهلال” تُصعّد فيها وتيرة: “الخلاف” فإنّ العيد هو الآخر يكرّس إعلانه متأخراً عن الرغبة في شرعنة: “الاختلاف” لتشهد مِن ثَمّ دولتان عيدين في نهارين مختلفين على الرغم من اتحاد الجغرافيا الذي من شأنه علمياً توحيد: “المطالع”! إلى ذلك.. فإنّ من شأن: “السياسة” أن تُنغّص الفرح وتنشط في أن تغتال أيّ مظهرٍ قد يُفهم من خلاله أنّه بالإمكان أن يكون لنا مشتركاً واحدا نحن جيران الجغرافيا وأشقاء مطالع الأهلة فيجمعنا: “عيدٌ موحّد” على النحو الذي تتجسّد معه معاني الأخوة والتي أحلناها مقتاً إذ لم نتجاوز القول فيها إلى عمل صالحٍ يجمع بيننا! أستطيع القول ثانيةً: بأنّ مثل هذه: “السياسية” التي ما انفكّت تنفعل بكفاءةٍ وهي تصنع المخالفة بقصدٍ سافرٍ وبغيض وفي سباقٍ محمومٍ مع وهم صناعة: “الاستقلال” ابتغاء انتزاع مقعدٍ لها في: “الصدارة”.. أستطيع القول: إنّ سياسةً هذا شأنها يصيرُ الكفران بها واجب شرعيٌّ يؤثم - بضرورة عدم التنازع - من لم يكن بها: “كافراً” وبخاصةٍ إذا ما سعت - أي هذه السياسةُ - وفق أدبياتها المكشوفة والمؤذية في كهربة العلاقات عند أول تماسٍ يذهب ضحيتها: “هلا العيد” الذي يُخفي وراء حجبه أبعاداً أخرى.. المسألة: “الدينية” آخر ما يمكن أن يكون جزءاً من اهتماماتها أو حتى واقعا في حساباتها ذلك أنّه كثيراً ما يتّخذ الديني جسراً يعبر عليه: “السياسي” متى شاء وبالكيفية التي يختارها..! ومن هنا كان ثمّة مرسومان قد تمّ إعدادهما قبلاً للإعلان - في دولة ما - عن أنّ غداً هو يوم العيد فيما نصّ المرسوم الآخر للدولة ذاتها على أنّ العيد سيكون بعد غدٍ ويتوقّف أمر الإعلان عن أحدهما ليس بانتظار ما ستسفر عنه الرؤية الشرعية لـ: “الهلال” أو الفلكية ببعدها الحسابي وإنما بانتظار ما ستُعلن عنه الدولة الشقيقة.. فإن هي أعلنت عن أن غداً الاثنين هو الأول من شهر شوال أرجأت- الدولة الشقيقة الأخرى - إعلانها عن العيد، وذلك بإعلانها أن الاثنين هو المكمل لشهر رمضان المبارك وقد أعدّت لذلك سلفاً مرسوماً يتناسب واليوم الذي اختارته عيداً تحسباً لمثل هذا الموقف! هذه الاقتحامات: “السياسية” الجائرة للمسائل الشرعية - ذات البعد العلمي المحض - غدت ظاهرةً تؤذن بتشويه: “الدين” يوم أن دأبت على سوقنا كرهاً إلى تقرير تجزئته على نحوٍ من المقاسات التي يشاؤها: “السياسي” واللعب تالياً من خلال توسّل ذيل بغلة: “السياسي” بمحكمات الدين بطريقةٍ تؤسس لمنهجيةٍ تطال- صحيحه - بتحريف الغالين وتأويل الجاهلين وانتحال المبطلين.. وكأنما كان قدراً علينا أن نبقى في ظلمات التيه نرسف في أغلال التّخلف الذي لا يزيدنا إلا رسوخاً في منطقة: “الركود” بل العودة القهقرى لانحطاطٍ ليس عنه بدٌّ في ظلّ الخسران المطرد دنيا ودينا.!! وبالجملة.. فإننا نحن بمحض إرادة: “السياسي” وليس وحده - هذه المرّة - وإنما ثمّة أعوان كان بعضهم لبعض ظهيرا.. على أيّ حال.. بمحض هذه الإرادة – السياسية -صرنا على موعدٍ موسميٍّ من كلّ عام إذ ما نلبث أن نضحك بسببه تارة ويبكينا سببه تارات أخرى بحيث نكتشف معه أنّنا لم نزل بعد لم نتجاوز مربع هذا: “المأزق” الهلالي إذ جعلنا منه أيقونةً نمتحن فيها حجم ما نحن عليه من القابلية لأيّ سببٍ من شأنه خلق مناخ يُشعل: “صراعاتٍ” بتنا اليوم نتجاوز فيها فجور الخصومة مع الأفراد باتجاه الفجور: “الدولي” وليس ببعيدٍ.. بل لعلّه عمّا قريب سنشهد في المهادنة بين أيّ دولتين متجاورتين التوكيد على اشتراط عدم المخالفة في: “رؤية الهلال” هذا إن لم يكن اتحاد الرؤية على رأس قائمة التصالح في سياقٍ من ضمانةٍ تحفظ لإحدى الدولتين سيادتها في أن تجعل من نفسها قبلةً للعيد! قال عبدالله آل محمود المفتي السابق لقطر- رحمه الله-: “إن الهلال لن يُطلب من جحور الجرذان والضبان بحيث يراه واحد دون الناس كلهم! وإنما نصبه الله في السماء لاهتداء جميع الناس في صومهم وحجهم وسائر مواقيتهم الزمانية؛ {ويسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} وما كان ميقاتا للناس لزم أن يشاهدوه جليا كمشاهدتهم لطلوع الفجر عندما يريدون الإمساك للصوم وعندما يريدون صلاة الفجر، وقال: {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق} فيا معشر علماء الإسلام أنقذونا وأنقذوا أنفسكم وأنقذوا الناس معكم من هذا الخطأ المتكرر كل عام حتى صار عند أكثر الناس من المألوف المعروف”. تأملوا جيداً كلماته إذ فيها معتبرٌ يجب ألا نفوّته. ما بقي سوى التذكير بأنه: سيأتي علينا زمان يقول فيه أحدنا للآخر حين التقائه: قل لي متى هو عيدكم؟ حتى أخبرك يقيناً هل أنت – ودولتك - أصدقاء لنا أم لا.!!