الرأي

مسابقة الملك عبدالعزيز للقرآن.. آتت أكلها

عبدالغفور عبدالكريم عبيد
من حكمة الله تعالى أن تهوي أفئدة المسلمين إلى مكة المكرمة، أم القرى والبلد الأمين، إلى غار ثور وحراء، إلى المسجد الحرام والكعبة المشرفة، إلى مقام إبراهيم عليه السلام وماء زمزم، إلى الرحمات التي تنزل على الكعبة المشرفة كل يوم، وصدق الله العظيم «ربنا ليقيموا الصلاة فأجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم..» سورة إبراهيم. وفي الوقت نفسه فمكة المكرمة هي مركز إشعاع ونور ومعرفة وتجارة ومناسك كالعمرة والحج، والمسابقات القرآنية المحلية والدولية التي تقام هذه الأيام داخل المسجد الحرام لها مزاياها وأهدافها النبيلة، ومنها: 1 اجتماع شباب الأمة في مكان واحد دون تفرقة للجنس واللون. 2 تحصينهم من الدوامات والأفكار الهدامة، والانحراف والفراغ. 3 توجيههم إلى معالي الأمور كتمسكهم بالشريعة والعقيدة في الأمور كلها. 4 تشجيع الحضور والمتابعين بالسير على منهج المتسابقين في قراءة القرآن والعناية به. فالمسابقات القرآنية السنوية التي تقام هنا وهناك آتت أكلها توقيتا ومكانا وتنظيما وتشجيعا لأنها تقام في أقدس بقعة في الأرض أعني المسجد الحرام، وأمام الكعبة المشرفة، وتشجع الفائزين بجوائز مالية قيمة وهذا التشجيع أدى إلى التنافس الشريف بين المتسابقين في جميع الفروع حفظا وتفسيرا وتلاوة، ولا يخفى أنها تحمل اسم مؤسس هذه البلاد المباركة «مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية للقرآن الكريم»، وتاريخا طويلا منذ أن بدأت قبل 38 عاما. فحب القرآن الكريم يجري في قلوب المسلمين جميعا، حب القرآن عند أهل هذه البلاد له مذاق خاص، حب القرآن عند المكيين حب دائم منذ عدد سنين لأنهم عاشوا مع هذه المسابقة بقلوبهم وأرواحهم..حفظ الله شباب المسلمين في كل مكان ومرحبا بجميع المتسابقين والمحكمين فردا فردا في حرم الله الآمن. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب اللّه ويتدارسونه بينهم إلّا نزلت عليهم السّكينة وغشيتهم الرّحمة وحفّتهم الملائكة وذكرهم اللّه فيمن عنده..» أسأل الله تعالى أن تستمر على هذا النهج بل تزداد قوتها وفعاليتها وتوسعها حتى تصل إلى المسجد النبوي الشريف في الأعوام القادمة بحول الله تعالى. وقفة: من شعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي ألا يا تالي القرآن، زدنا فإنّ الصّيد في جوف الفراء تلوت كتاب ربّك فارتقينا بإيمان القلوب إلى السّماء غسلت قلوبنا من كلّ همّ وقرّبت البعيد من الرّجاء