المسالخ تشوه قلب الشرائع والخط الأصفر يؤرق الأهالي

لم يشفع لحي الشرائع كونه من أكبر الأحياء مساحة ويتكون من 16 مخططا يسكن فيها نحو الـ150 ألف نسمة لتضربه الشيخوخة برغم حداثة نشأة الحي الذي تأسس منذ 35 عاما، وبات يشكو نقص الخدمات، فيما يئن قلبه من محال بيع المواشي والمسالخ التي تقع وسط المخطط، ويعاني الأهالي من الخط الأصفر، وهو مكان لتجمعات الشباب يمارسون فيه سلوكيات خاطئة كالتفحيط والسرعة الجنونية

لم يشفع لحي الشرائع كونه من أكبر الأحياء مساحة ويتكون من 16 مخططا يسكن فيها نحو الـ150 ألف نسمة لتضربه الشيخوخة برغم حداثة نشأة الحي الذي تأسس منذ 35 عاما، وبات يشكو نقص الخدمات، فيما يئن قلبه من محال بيع المواشي والمسالخ التي تقع وسط المخطط، ويعاني الأهالي من الخط الأصفر، وهو مكان لتجمعات الشباب يمارسون فيه سلوكيات خاطئة كالتفحيط والسرعة الجنونية في البداية قال المواطن خالد الزهراني لـ»مكة» أسكن حي الشرائع منذ 22 عاما، ويعاني الأهالي من الصرف الصحي، وتفوح الروائح الكريهة من المنازل، وأضاف أن الأمانة شرعت في رصف الشوارع منذ 7 أعوام ولم تنته، كما ذكر أن مخططات الشرائع تحتاج مستشفى عاما ويعاني سكانه من مراجعة مستشفيات عادة تكون داخل مكة، مما يجعل الأمر يسوء عندما نراجع في فترة المواسم كرمضان والحج وحمل الزهراني الأمانة مسؤولية البطء في تنفيذ المشاريع وتحويل الساحات المجاورة لجامع الحي لمستودع لآليات ومعدات وأنابيب شركة الصرف الصحي بدلا من أن تكون مواقف للسيارات، حالما بوجود مسطحات خضراء وحدائق عامة وأضاف المعلم خلف القرشي الذي يسكن مخطط 7 بحي الشرائع من نحو 25 عاما، أن الحي يعاني من ارتفاع نسبة الحوادث المرورية ودوريات المرور تكاد تكون معدومة وهناك قلة في عدد الدوريات الأمنية وبالتالي ارتفع معدل الجريمة وتدنى مستوى النظافة والسفلتة ويشاركه الحديث ملفي العتيبي بالقول إن من أبرز مشكلات الحي العشوائيات المنتشرة على أطرافه الأربعة ومحال بيع المواشي والمسالخ التي تقع بوسط المخططات السكنية، بالإضافة لوجود مساحات شاسعة لم يستفد منها سواء بتخطيطها أو توزيعها كمنح للمواطنين؛ الأمر الذي زاد من التعديات ولصوص الأراضي من جانبه، أوضح عمدة حي الشرائع الشرقية صلاح الرويس، أن حي الشرائع نشأ منذ 35 عاما، وينقسم إلى 4 أقسام، الشرائع الشرقية، الغربية، شرائع المجاهدين والخضرة، ويقع تحت إشرافه 6 مخططات بالإضافة إلى الراشدية 1,2 ومنطقة المغمس إلى آخر حدود الشرائع العليا وتابع الرويس «على الرغم من البطء في تنفيذ مشاريع السفلتة إلا أن المشروع قيد التنفيذ، مستدركا بأن مشكلة المياه الجوفية باتت تؤرق أهالي حي الشرائع، وكذلك يعانون من الخط الأصفر وهو مكان لتجمعات الشباب يمارسون فيه سلوكيات خاطئة كالتفحيط والسرعة الجنونية» وأشار إلى أنه أول عمدة حي على مستوى مكة المكرمة يكون في مكتبه «مجلس صلح» لحل المشكلات الأسرية وإعانة المعسرين على دفع الإيجارات ويتكون من 10 أشخاص من وجهاء حي الشرائع إلى ذلك، طمأن رئيس بلدية الشرائع الفرعية التابعة لأمانة العاصمة المقدسة المهندس فهد البشري، أهالي حي الشرائع بأن قضية الصرف الصحي ستحل بشكل جذري، خاصة وأن الخطوط الرئيسة لشبكة الصرف التي شملت جميع المخططات انتهت بنسبة 80 % وتم تشغيلها جزئيا وأشار إلى أن حي الشرائع يتكون من 16 مخططا مأهولا بالسكان، وفي الخمس السنوات الأخيرة أصبح محط أنظار كثير من المواطنين، خاصة بعد الإزالات الكبيرة التي شهدها معظم أحياء مكة المكرمة، الأمر الذي يعني زيادة العبء على الخدمات كمياه الشرب والصرف الصحي وأردف البشري، أن تخطيط المخططات الجديدة يحتوي على حدائق ومتنزهات عامة، كما أن مشاريع تصريف السيول قائمة على قدم وساق وخلال الأشهر القليلة المقبلة سيلمس المواطن تغيرا كبيرا، وأن مشكلات الحفريات ستنتهي بانتهاء شبكة الصرف الصحي وبدوره، أضاف مدير الإدارة الفنية ببلدية الشرائع الفرعية المهندس لؤي عاشور، أن مساحة الشرائع بالنسبة لمكة المكرمة تعادل 30-33 % تقريبا، والإزالات التي نفذتها البلدية خلال 1434 بلغت 1 2 مليون متر مربع، لافتا إلى أن حي الشرائع جزء منه يقع خارج حد الحرم، كملحق مخطط 2، ومخططات 6،8،13، 9، 15، 17، جعرانة، الراشدية، المجاهدين، وجزء يقع داخل حد الحرم كمخططات 3،7،10،11،12، والمعيصم والعسيلة والخضرة، ومخططات مشتركة 1،2،4،5 وأن عدد سكان الحي يبلغ نحو 150 ألف نسمة من جانبه، أكد مدير مرور العاصمة المقدسة العقيد سلمان الجميعي لـ»مكة» أن في حي الشرائع 6 دوريات ميدانية على مدار الساعة، و4 دوريات سرية وبه قسم للحوادث وسيكون في مطلع العام المقبل قسم لاستخراج الرخص وأكثر من 6 كاميرات ساهر في كل من طريق الشرائع الملك خالد وطريق المغمس وكذلك كاميرات ساهر مجدولة

الشرائع تاريخيا

بين أستاذ التاريخ بجامعة أم القرى الدكتور فواز الدهاس لـ»مكة» أن وادي الشرائع كان يسمى قديما وادي حُنين الذي حدثت فيه غزوة حُنين، ويقال إن الشرائع اسم لبئر هناك، وأطلق عموما على المنطقة نتيجة الامتداد العمراني وأضاف أن منطقة الشرائع اليوم تعد من أحدث المناطق التي خططت وأطلق عليها أرقام تدل على مخططاتها ولكنها تنضوي تحت اسم الشرائع، وقال الدكتور الدهاس «مما تجدر الإشارة إليه أن حي الشرائع اليوم ليس هو بالشرائع قديما، بل هذا الاسم يطلق على شرائع المجاهدين المتاخم لمسجد الجعرانة، والذي كان مستودعا لغنائم المسلمين بعد انتصارهم في حُنين» وحول التركيبة السكانية لحي الشرائع، أفاد الدهاس بأنها خليط من البادية والحاضرة، فمكة المكرمة بطبيعتها منطقة جذب سكاني للدراسة والعمل وجاءت هجرات كثيرة واستوطنت في حي الشرائع، وأغلب سكان الحي من ذوي الدخل المحدود والمتقاعدين، وكان الدافع لذلك بخس ثمن الأراضي هناك واتساعها، الذي لا يقارن بالوقت الحالي وأشار إلى أن مساحة حي الشرائع تعادل حوالي ثلث مدينة مكة المكرمة وينقسم إلى قسمين قسم داخل حد الحرم إلى الغرب والحل إلى الشرق، ويسكنه كثير من الأهالي غير أنه يفتقد للصرف الصحي وكذلك المياه، ويعاني ساكنوه من قضية الصرف الصحي والتي تثقل كاهلهم، خاصة أن الصهاريج تستخدم لأكثر من مرة خلال الشهر لهذا الغرض، لافتا إلى أن حي الشرائع يخترقه عدد من الأودية من أهمها وادي سيدنا إبراهيم عليه السلام