باب اليمن: عبور 4 آلاف مقاتل نحو السعودية

نشرت صحيفة مكة الاثنين الماضي 23 رمضان في عددها 190 تقريرا مهما عن المحيط الملتهب حولنا جاء تحت عنوان «4 آلاف من قاعدة الصومال يتربصون بأمن الخليج».

نشرت صحيفة مكة الاثنين الماضي 23 رمضان في عددها 190 تقريرا مهما عن المحيط الملتهب حولنا جاء تحت عنوان «4 آلاف من قاعدة الصومال يتربصون بأمن الخليج». والحقيقة أن نشر التقرير لم يكن مفاجئا للمطلعين على التقارير الأمنية والمتتبعين للشأن السياسي لأوضاع الدول المضطربة أمنيا في المنطقة مثل اليمن والصومال وكلتاهما تعانيان من تغلغل المعسكرات الإرهابية داخلها. الاضطراب الأمني الحاصل في اليمن لم يكن وليد لحظة زمنية وإنما نشأ وانبثق وأسس له بنية تحتية قوية جدا دعمها التمويل الدولي وتوفر السلاح والجنود والضعف الأمني للدولة اليمنية الرسمية، ومن ثم فمعسكرات القاعدة في اليمن أصبحت منطلق الإرهاب والتخريب الذي يستهدف السعودية. هذه المعسكرات في اليمن ضمت مؤخرا نحو4 آلاف مقاتل وفدوا من معسكرات التدريب الصومالية التي ترفع أعلام القاعدة وتمتلئ قوافلها بعناصر حركة الشباب الصومالية الموالية للقاعدة من خلال سماسرة في ضواحي مدينة بوصاص وشمال شرق الصومال. هذا التدفق العسكري الصومالي نحو اليمن والذي يضخ معه تسربا إضافيا غير منظم من المناهضين للحكومة السعودية والشباب المغرر بهم ينبئ بمؤامرة حقيقية واجتماع على خطط يراد لها التنفيذ مستقبلا. وكما أشار المحلل السياسي أستاذ العلوم السياسية عبدالجبار خليف بالاعتقاد إلى أن ما يحدث تجهيز غير جيد وأن السعودية هي الهدف القادم للتخريبيين. ومن ثم فقد أصبح من الضروري على السعودية أن تعيد النظر في المطالبة الدولية لمحاربة الإرهاب في معاقله اليمنية والصومالية وعدم السماح له بالتمدد والسيطرة على هاتين الدولتين طالما أنهما عاجزتان عن تطهير أراضيها من تلك المليشيات المسلحة، فبقاء السعودية على فكرة حماية الحدود فقط لم تعد فكرة أمنية كافية. تجهيز 4 آلاف متمرد للقتال وتدريبهم على أسس الحرب العسكرية وفي معسكرات خارجية لا يعلم عن أساليبها التدريبية أي شيء فضلا عن هجرة نحو600 شخص بطرق غير شرعية شهريا من إثيوبيا والصومال وجيبوتي لليمن لا يعني أبدا الرغبة في الاستقرار باليمن كدولة متخلفة اقتصاديا وعلميا وأمنيا. ومن ثم فتعرض المملكة سابقا إلى هجمات إرهابية مستمرة قدمت عبر اليمن بحاجة إلى دراسات تحلل بعمق تلك الهجمات وتعيد مضامين تحليل الاختراق الأمني للحدود الذي نجح سابقا في تهريب الأسلحة والأموال والمخدرات والجنود من قبل تلك المليشيات، من شأن إعادة دراسة التجربة بعمق أن لا يمنع تنفيذ تلك المخططات فقط بل ويسعى إلى وأدها في معاقلها الأساسية. الفوضى الحربية المنتشرة على الخارطة العربية اليوم من العراق إلى ليبيا فرصة ذهبية للمتربصين قد تشغل الرأي السعودي العام عن التنبه لما يحاك للوطن في الخفاء من قبل أعدائه فالعدو يتحين لفرص الفوضى للضرب بعمق. كما أن معاناة الفلسطينيين الآن قد تكون مدخلا جيدا لتجنيد المزيد من المغرر بهم من خلال الإيحاءات الأيديولوجية وتحميل المملكة دماء القتلى الفلسطينيين بدلا عن القاتل الصهيوني الحقيقي من خلال توظيف النصوص الدينية والتعبئة بالكراهية وما إلى ذلك من الاستراتيجيات التي يستخدمها قادة التنظيمات الإرهابية، وقد يسندهم في ذلك نجوم دعاة الفتنة المحليين عبر التعبئة في مواقع التواصل الاجتماعي، كما تعمل تلك القيادات في التنظيمات بدراية تامة على كيفية استهداف المتعاطفين واستغلال اضطراباتهم العاطفية أوالعقلية أوضغوطهم النفسية المتراكمة التي ساعدت في تفككهم الأسري والاجتماعي وتسعى إلى توظيفها في الجماعات الانتحارية والتخريبية التي تستهدف أمن الوطن.