100 % ارتفاع أسعار المخدرات خلال 10 سنوات

أدّت التشديدات الأمنية في المنافذ الحدودية، وإعلانات وزارة الداخلية المتكررة عن ضبط كميات من المواد المخدرة وإلقاء القبض على مروجيها، إلى ارتفاع أسعار المخدرات بنسبة 100% خلال الـ 10 سنوات الماضية

أدّت التشديدات الأمنية في المنافذ الحدودية، وإعلانات وزارة الداخلية المتكررة عن ضبط كميات من المواد المخدرة وإلقاء القبض على مروجيها، إلى ارتفاع أسعار المخدرات بنسبة 100% خلال الـ 10 سنوات الماضية. وأكد مرشد التعافي في إحدى الجمعيات الخيرية المتخصصة في علاج التدخين، عزيز أبو نخلة، أن ارتفاع الأسعار طال معظم أصناف المخدرات خلال السنوات العشر الماضية، لافتا إلى أن الحبوب المخدرة والحشيش أكثر الأنواع رواجا. وقال لـ»مكة»: «في السابق كان سعر أربع حبات من أقراص الكيبتاجون 50 ريالا، إلا أن السعر بات يكفي لحبتين في الوقت الحالي»، مبينا أن قيمة 200 قرص تصل إلى 5 آلاف ريال. ولفت إلى أن الحبوب المخدرة في مكوناتها متشابهة، إلا أن أسماءها تختلف باختلاف المروجين الذين ينتقون مسميات معينة لجذب العملاء، مضيفا «من أشهر أنواعها: اللكزس، الغبراء، الليموني، أم لمعة، الفراولة والقشطة». وبيّن أن قطعة الحشيش التي كانت في السابق تباع بـ250 ريالا قفز سعرها الآن إلى 500 ريال، في حين يتراوح سعر البلاطة الكاملة ما بين 15 و16 ألف ريال. وزاد «خبزة الحشيش في مجملها واحدة، غير أن بعض المدمنين يفضلون أنواعا دون الأخرى». وذكر أن الإدمان على الحشيش عادة ما يصاحبه تناول الحبوب المخدرة أيضا، إذ إن المدمن بعد دخوله تحت تأثير الحشيش يحتاج إلى جرعة من الحبوب كي يعود لطبيعته ويبعد الشبهات عنه.

التشتت الأسري

وأبان أبو نخلة أن الشريحة العمرية لتعاطي الحشيش تشهد اتساعا عن قبل، موضحا وجود حالات تتلقى العلاج لدى الجمعية تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاما. وبيّن أن 10% من الحالات الواردة إلى الجمعية يعانون من التشتت الأسري والرفقة السيئة، عادا تلك المشكلات الاجتماعية أساس الانخراط في المخدرات، عدا رفض الأهالي الوقوف بجانب أبنائهم من المدمنين، ما يجعلهم يلجؤون إلى الجهات الأمنية للتدخل وإلقاء القبض عليهم. وفي هذا الشأن، أوضح المدير العام للإدارة العامة للصحة النفسية والاجتماعية في وزارة الصحة الدكتور عبدالحميد الحبيب، أن نسبة كبيرة من المدمنين الذين يتلقون علاجهم في مستشفيات الأمل لديهم منازل مفككة إما بالطلاق أو ابتعاد الزوجات والأبناء، مشيرا إلى عدم وجود دراسات متخصصة تظهر حجم المشكلات الاجتماعية لدى المدمنين بشكل صحيح. وقال لـ»مكة»: «يصاحب الإدمان سلوكيات عدوانية تدفع المدمن إلى عقوق الوالدين والإساءة لأفراد العائلة، ما يجبر الأهالي على عزل أبنائهم المدمنين وبالتالي تغيب فكرة دعم المدمن دون تأثر أفراد الأسرة الباقين». وأشار إلى أن علاج الإدمان يمر بمراحل أولها الكيميائية المتمثلة في إزالة السمّيات والتي لا تتجاوز أياما أو بضعة أسابيع، في حين تستغرق مرحلة التأهيل الاجتماعي و معالجة الاشتياق ضمن برامج الرعاية اللاحقة شهورا أو سنوات.