من الزرقاوي إلى البغدادي: أمريكا واستغلال الجهاد!
إحدى التهم التي وجهتها الإدارة الأمريكية إلى نظام صدام، صلته الوثيقة بتنظيم القاعدة
الاثنين / 24 / رمضان / 1435 هـ - 22:00 - الاثنين 21 يوليو 2014 22:00
إحدى التهم التي وجهتها الإدارة الأمريكية إلى نظام صدام، صلته الوثيقة بتنظيم القاعدة. وقد قدم وزير الخارجية الأمريكي آنذاك كولن باول تقريرا أمام مجلس الأمن في فبراير 2003 يفيد بوجود علاقة بين تنظيم القاعدة والنظام العراقي، وذكر وزير الخارجية أن شخصا يدعى أبو مصعب الزرقاوي هو حلقة الوصل بين القاعدة ونظام صدام، وهو أحد أعضاء تنظيم القاعدة وموجود في العراق. بعد سقوط طالبان 2001 فر الزرقاوي إلى إيران، ومنها دخل العراق. وبعد سقوط بغداد نشطت جماعة التوحيد والجهاد ذات الخلفية السلفية الجهادية كإحدى فصائل المقاومة، وبرز اسم أبي مصعب الزرقاوي زعيمها على المشهد العراقي. اختلفت استراتيجية الجماعة القتالية عن بقية فصائل المقاومة العراقية، ففي الوقت الذي تتخذ فصائل المقاومة من عمليات الكر والفر وحرب الشوارع استراتيجية عسكرية لها، وتتجنب التجمعات المدنية، كانت الاستراتيجية العسكرية لجماعة التوحيد والجهاد تقوم على العمليات الانتحارية بالسيارات المفخخة، ولا تتورع عن تنفيذ العمليات وسط الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين. ليس هذا وحسب بل إن الطائفة الشيعية برمتها كانت هدفا رئيسا لجماعة التوحيد والجهاد، بالتالي كانت معظم العمليات تستهدف المجمعات الشيعية والمراقد والأضرحة. بالإضافة إلى استهداف السنة الذين انخرطوا في العملية السياسية. يقول الكاتب الروماني فلاديمير أليكس عن الزرقاوي: «من أجل تلميع صورة بطل الخير جورج بوش ابتدعت الدعاية الأمريكية الأسطورة الشريرة. في البدء كان ابن لادن، ثم الزرقاوي». وفي يوم 11 مايو 2004، قدمت قناة «سي إن إن» تقريرا غريبا عثر عليه على موقع إسلامي على الانترنت، وقد تم فيه توجيه الاتهام إلى الزرقاوي بالضلوع في عملية إعدام «نيكولا برغ» بقطع رأسه. بعد ذلك بيومين، أعلنت نفس القناة أن «وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية» أكدت ضلوع الزرقاوي في عملية الإعدام هذه!. الكاتب «سراجين ستاييف» كتب يقول إن ثمة العديد من الاختلالات في شريط الفيديو، أشار ستاييف إلى أن «الزرقاوي أردني، غير أن الرجل الذي في الشريط لا يتكلم بلكنة أردنية!» قال أيضا إن «الزرقاوي مبتور الرجل، بينما الرجل الذي ظهر في الشريط لا يرى عليه أثر بتر الرجل. بالإضافة إلى أن من قدم على أنه الزرقاوي يحمل في يده خاتما أصفر، ربما من الذهب، وهو الشيء الذي لا يفعله أي إسلامي أصولي لأن إيمانه وقناعاته الدينية يحرمان عليه ذلك». واعتبر تقرير أمريكي آخر أن الولايات المتحدة ساهمت بشكل كبير في صناعة «أسطورة الزرقاوي»، وساعدته، بشكل غير مباشر، على الوصول إلى أهدافه. وتساءلت الخبيرة الأمريكية في شؤون الإرهاب لوريتا نابوليوني، التي ألفت كتاباً بعنوان «العراق المتمرد»، في مقابلة أجرتها معها ونشرتها صحيفة «واشنطن تايمز»، عما إذا كان الزرقاوي قادراً على صناعة «الهالة» العالمية الموجودة حوله اليوم، من دون مساعدة، مقصودة أو غير مقصودة، من الولايات المتحدة الأمريكية. كما نشرت صحيفة الغارديان ما يفيد بأن «شخصية الزرقاوي مختلقة بهدف إيجاد شخصية شريرة للاستهلاك المحلي» وقد أفاد مراسلها من بغداد أن المصادر الاستخبارية الأمريكية في بغداد والفلوجة تحدثت عن محاولات للترقيع لكي يسمع الأمريكيون ما يحبون سماعه، وقال أحد رجال الاستخبارات الأمريكية: «كنا ندفع تقريبا عشرة آلاف دولار في كل مرة لمقتنصي الفرص والمجرمين الذين يمررون القصص الخيالية والافتراضات بشأن الزرقاوي. لتحويله إلى حقيقة واقعة. وجعله على علاقة بكل هجوم يحدث في العراق». وقالت الصحيفة إن «حكومة الرئيس الأمريكي جورج بوش قد ضخمت كثيرا دور الزرقاوي في محاولة للترويج بأن وراء عمليات المقاومة مقاتلين إسلاميين أجانب». ونقلت الصحيفة عن أحد رجال المخابرات أن «عدد المقاتلين الأجانب لا يزيد عن عدة مئات وربما نحو 200 مقاتل». هذا ما حدث مع تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وبفعله أجهضت المقاومة والآن تكرره أمريكا وداعش مرة أخرى وسط غفلة من وسائل الإعلام العربية وصمت مطبق من الأنظمة العربية!