الرأي

أيها المواطن.. أيها الطفل الصغير

محمد عبدالكريم المطيري
نحن أعلم بحالك، ونعلم الأصلح لك، ونحن أعلم منك بنفسك، فدع عنك كثر النواح، ودع لنا قيادة السفينة، وابق في غياهب الجب. رفضوا إشراكك أيها الصغير، ورفضوا أن يكون لك من الأمر شيء، وحين بدأت بالقلق ألقوا بثقل تلك المسؤولية عليك، وحملوك ما لا تطيق، وأجبرت أن تتحمل تبعات فشلهم، فأنت ستفعل ما تؤمر به، ولا يحق لك حتى السؤال. يغرقونك في المجهول، ويلومونك إن تعلقت بقشة إشاعة، أو خبر مزيف ليشرح لك تلك الحقيقة الغائبة، اتهمت بالتبذير والإسراف وبالترف والرفاهية وبقلة الإنتاجية، وسيتهمونك بفشل التخطيط وسوء التنفيذ، وبالمشاريع الفاشلة والأموال المهدرة، وبانخفاض أسعار البترول. قبل أيام.. ثلاثة وزراء وسائل يسأل، اعتاد أن يمثل المواطن أو هكذا ظن به، اجتمعوا كأمر دبر بليل، سجلوا ما ينفع أن يقال، وحجبوا ما لا ينفع، وخلاصة الكلام: المواطن هو الملام، وهو أساس المصائب والبلاء، فالشعب مدلل ومترف، ولا بد له من أن يتقشف، اخشوشنوا وحدكم، فالنعم لا تدوم، فمن أنتم لولا الوزراء، من أنتم أيها البسطاء، من أنتم أيها الجهلاء. وبعد لقائهم بساعات، وعلى الجانب الآخر البعيد من الكوكب.. مرشحان لرئاسة أقوى دولة يتناقشان أمام الملأ، يتراشقان التهم، ويناقشان جميع شؤون الدولة الخارجية والداخلية، ويستدران عطف المواطنين، ويخشيان ألا يحسنا الحديث، فتهوي عليهم مطرقة الشعب التي لا ترحم. في الختام.. يا أيها الطفل الغر الصغير، لتستمع لكلام الوزير، فهو بالأمر خبير، وليس عليه بعسير، فلا تلمه ولم نفسك.. فأنت أوهن من أن تحتمل مسؤولية، وأضعف من أن تحتمل الحقيقة، وأنت مصدر كل خطأ، وأس كل بلاء، متقاعس وكسول، وشخص غير مسؤول، وأنت أجهل من أن تشارك بالأمر، فأنت تفعل ما تؤمر، ولا يحق لك حتى السؤال.