العدو الغبي!
سنابل موقوتة
الاثنين / 30 / محرم / 1438 هـ - 19:30 - الاثنين 31 أكتوبر 2016 19:30
حين مرر سلمان الفرج الكرة لفهد المولد ليحرز هدفا هو أجمل ما سُجل في ملعب الجوهرة، كانت هناك أهداف أخرى تسجل خارج المستطيل الأخضر، وحين قفز الجمهور فرحا واحتفل بذلك الهدف الرائع كان هنالك من يسجل هدفا أجمل لم يشاهده الجمهور، كان هدف المولد جالبا للفرح، أما هدف «الأمن» فقد كان مانعا للحزن.
كانت ليلة سعيدة، لأن الناس فرحوا فيها كثيرا ولأنهم تجنبوا ـ دون أن يشعروا ـ حزنا وغضبا كبيرين، الحزن والغضب اللذان كانا سيحدثان لو قُدر للعملية الترويعية القذرة التي كان مخططا لها أن تتم في الاستاد المكتظ بالناس الذين أتوا ليفرحوا بكرة القدم.
في بداية ظهور مثل هذه الجماعات كان يبدو من الصعب فهم الطريقة التي يفكرون بها وهم يستهدفون أي شيء حي، أما الآن فالأمور واضحة وطريقة تفكيرهم باتت مكشوفة، إنهم ببساطة لا يفكرون!
لا يمكن لمن يستهدف أبرياء في ملعب كرة قدم أن يكون داخل جمجمته أي شيء يعمل، ولا يمكن لمن يتصور أن طريق الجنة يبدأ بقتل الآمنين أن يكون ممن «يعقلون»!
ويبدو أن قدر هذه البلاد أن يكون أعداؤها جميعا بكافة أطيافهم ومذاهبهم وتوجهاتهم أغبياء بشكل لا يمكن معه توقعهم ولا فهمهم، العدو الذكي والعاقل والذي يملك مشروعه تمكن مواجهته ومحاربته والتفاوض معه والسلام معه أيضا، أما العدو الغبي الذي يعمل لحساب غيره، فمن الصعب فهمه والحرب معه منهكة والسلام معه عبثي لا يمكن أن يدوم.
وهذا ينطبق على الدواعش وإرهابيي القطيف والحوثيين، كلهم يتميزون بغباء مطلق ولا يملكون مشروعهم الذي يقاتلون من أجله. ومع أنهم من مشارب ومذاهب مختلفة إلا أن أهدافهم واحدة، وهذا ربما يعني أنهم جميعا من مصنع واحد، وأن مرجعا واحدا هو من يتولى رسم أهدافهم والتفكير نيابة عنهم.
وعلى أي حال..
سينتهون يوما ما، وسنبقى كما كنا وما زلنا وكما سنكون بإذن الله، آمنين مطمئنين. وسنتحدث عن قضايانا وننتقد الرواتب ونلوم من أنقصها وننتقد الضرائب ونلوم من فرضها، والله غالب على أمره!
algarni.a@makkahnp.com