معرفة

صبي مصنوع من الكتل تكشف أسرار طفل التوحد

u0643u064au062b u0633u062au0648u0627u0631u062a
سام طفل في الثامنة من عمره، وهو غير سعيد في المدرسة ومتأخر في دراسته بسبب عدد الكلمات القليلة التي يعرفها، ويعتمد في حياته على رعاية وتوجيهات والديه اللذين لا يزالان في الثلاثينات من العمر. أليكس، والد سام، يرى أن «العالم محرك ضخم يجب أن يعمل بطريقة محددة، وبطرق متوقعة أحيانا، لضمان سلامة (سام). قبل أن يستطيع أن يرتاح، عليه أن يعرف توقيت وحركات كل شيء حوله، وعليه أن يضع أصبعه على زر الإيقاف في كل الأوقات.» هذا ملخص بسيط لمكونات اضطراب التوحد، الذي يشكل جوهر رواية «صبي مصنوع من الكتل». لكيث ستوارت الصادرة عن دار سفير، 2016 هو محرر قسم الألعاب في صحيفة الجارديان البريطانية، ولديه طفل شخص منذ أربع سنوات بأنه يعاني من اضطراب التوحد . هو يعرف عن قرب حقيقة معاناة الأهالي الذين لديهم أطفال يعانون من التوحد في مجتمع يجهل معنى هذا الاضطراب. لكن كيث كان محظوظا بسبب عمله في مجال الألعاب وتكنولوجيا المعلومات بشكل عام، الأمر الذي سهل عليه التواصل مع ابنه. أكثر من أي شيء آخر، كان هذا صحيحا بخصوص لعبة (ماينكرافت)، وهي لعبة الكترونية افتراضية اخترعها مطور سويدي اسمه ماركوس بيرسون، أطلقها للمرة الأولى عام 2009. (ماينكرافت) شبيهة بلعبة (ليجو)، لكنها تدور في مشهد طبيعي واسع يستطيع اللاعب أن يستكشفه ويغيره. وقد عززت اللعبة ثقافة فرعية بين الأشخاص المصابين بالتوحد لأنها تفتح المجال لتواصل اجتماعي حر من تشتتات العالم الحقيقي. يتحدث كيث ستيوارت عن حكايته مع ابنه على لسان أليكس في الرواية، والذي يعاني من ظروف الانفصال عن زوجته جودي، والدة سام، وهو على وشك خسارة عمله. التوحد الذي يعاني منه سام انعكاس للحالة النفسية لوالده، حيث «لم يعد هناك شيء اسمه استقرار بسبب سرعة الحياة واضطراب كل شيء.» تلعب (ماينكرافت) دورا رئيسيا في الرواية، حيث يواجه أليكس وسام الأشرار والمحتالين، ويشيدون أبنية ضخمة باستخدام الكتل في اللعبة. أليكس سعيد بتفاعل ابنه مع اللعبة بشكل جيد، وهو يعتقد أن عالم (ماينكرافت) «حيث القواعد ليست غامضة، وحيث المنطق واضح لا يخطئ، يكون سام هو المسيطر.» وكثيرا ما يتجاوز أليكس وسام حدود اللعبة ويطبقون بعض دروسها على الحياة الواقعية اليومية. رسالة الكاتب باختصار هي أن لعبة (ماينكرافت) تساعد كلا من الأب والابن على إعادة اكتشاف أنفسهما وفهم كل منهما للآخر بشكل جديد. ولكن هل تستطيع عائلة مفتتة أن تعيد بناء نفسها كتلة فوق كتلة كما تشييد الأبنية في اللعبة؟ الرواية تستند بشكل كبير إلى تجربة الكاتب مع ابنه، ولذلك فهي تتمتع بمصداقية حقيقية عندما تتحدث عن الحب والعائلة والتوحد. كيث ستوارت كاتب ومحرر ألعاب مستقل في صحيفة الجارديان البريطانية. متزوج وله ابنان، أحدهما يعاني من اضطراب التوحد. درس كيث الأدب الإنجليزي والمسرح في جامعة واريك البريطانية وتخرج عام 1994