فتنة لا تنام
نقع عبدالرحمن بن ملجم سيفه مدة أربعين يوماً في سم زعاف، ثم توجه به إلى مسجد الكوفة ليصلي الفجر حاضراً في الصف الأول خلف سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وما إن سجد رضي الله عنه حتى ضربه ابن ملجم بالسيف على رأسه لتسيل قطرات دمه الطاهر على لحيته ويلقى ربه شهيداً وإماماً وصائماً ومغدوراً به بعدها بثلاثة أيام
الخميس / 20 / رمضان / 1435 هـ - 23:00 - الخميس 17 يوليو 2014 23:00
نقع عبدالرحمن بن ملجم سيفه مدة أربعين يوماً في سم زعاف، ثم توجه به إلى مسجد الكوفة ليصلي الفجر حاضراً في الصف الأول خلف سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وما إن سجد رضي الله عنه حتى ضربه ابن ملجم بالسيف على رأسه لتسيل قطرات دمه الطاهر على لحيته ويلقى ربه شهيداً وإماماً وصائماً ومغدوراً به بعدها بثلاثة أيام.
كان ابن ملجم قد خطط مع اثنين آخرين من الخوارج لقتل من أسموهم أئمة الضلال وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، علي بن أبي طالب، ومعاوية ابن أبي سفيان، وعمرو بن العاص في صلاة فجر السابع عشر من شهر رمضان، «وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً»، فمن هم الخوارج؟
بعد قبول سيدنا علي التحكيم في موقعة صفين ضد جيش معاوية انفصلت جماعة من جيشه تقدر باثني عشر ألفاً قبل الوصول إلى الكوفة وقرروا أن البيعة لله ليست لعلي وأمروا عليهم عبدالله بن وهب الراسبي، سميت هذه الجماعة لاحقاً بالخوارج، ولم يكفهم خلع إمارة علي وهو أول من أسلم من الصبيان بل كفروه واستتابوه ونعتوه بأمير الكافرين، ولم يمر وقت طويل حتى بدؤوا بسفك دماء الآمنين، ومن ثم قتال المسلمين في معارك استنزفت الجيوش الإسلامية بدأت بمعركة النهروان واستمرت إبان حكم الدولة الأموية، «وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً».
ليس هناك أعدل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن ذلك لم يمنع ذا الخويصرة أن يقول له: يا رسول الله، أعدل. فلما أهم عمر بضرب عنقه قال رسول الله «دعه، فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم» واجتمعت الروايات أن هذه الأوصاف تعود على الخوارج.
لكل زمان خوارجه، تتعدد الأسماء وتتنوع الصفات لكنهم يظهرون في كل عصر بمظهر مختلف، ولكن بمنطقٍ أكثر تشدداً وعندما يأتون يبدأ مسلسل القتل والصلب والذبح وسط هتافات التكبير من أتباعهم، «وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً».
قال الله تعالى «قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً • الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً...»