المطاف.. تاريخ متصل من العناية والعمارة

مسارات مختلفة توصل الزوار والمعتمرين إلى المطاف، ففي الدور الأرضى يجد الأصحاء مكانهم لإكمال الطواف، فيما تم تحديد الطابق الثاني للعربات لكبار السن والمعاقين، والطابق الثالث للطائفين خلال أوقات الصلاة

u062du0634u0648u062f u062au0645u0644u0623 u0635u062du0646 u0627u0644u0645u0637u0627u0641 (u064au0627u0633u0631 u0628u062eu0634)

مسارات مختلفة توصل الزوار والمعتمرين إلى المطاف، ففي الدور الأرضى يجد الأصحاء مكانهم لإكمال الطواف، فيما تم تحديد الطابق الثاني للعربات لكبار السن والمعاقين، والطابق الثالث للطائفين خلال أوقات الصلاة.

مفهوم المطاف

يعتبر المطاف الفناء المفروش بالرخام الأبيض الذي يحيط بالكعبة المعظمة، ويسمى الآن بالصحن، ويطوف المسلمون فيه حول الكعبة المشرفة، وفيه الحركة متصلة آناء الليل والنهار، ما بين طائف وراكع وساجد، وسمي بالمطاف نسبة إلى الطواف، وهو الدوران حول الكعبة المشرفة، وبناء على ذلك فإن هذا الفناء هو المطاف الذي يطوف المسلمون فيه حول الكعبة المعظمة وكذا يصلون فيه، فقديما كانت البيوت تحيط بالبيت العتيق من جميع جوانبه، ولم يُترك للطائفين سوى مدار المطاف، ومع ازدياد أعداد المسلمين بدأت تتسع دائرة المطاف، لتستوعب الأعداد المتزايدة من المسلمين، ثم توالت التوسعات التي شملت المسجد الحرام.

الاهتمام بالأرضية

حظي المطاف بعناية واهتمام الخلفاء والملوك والحكام، وكذا عمارته والزيادة فيه، فقال بعض المكيين إن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما لما بنى الكعبة وفرغ من بنائها، وخلَّقَها وطلاها بالمسك، وفرش أرضها من داخلها، بقيت من الحجارة بقية، ففرش بها حول الطواف كما يدور البيت، نحوا من عشرة أذرع، وذلك الفرش باد إلى اليوم، إذا جاء الحجاج في الموسم جعل على تلك الحجارة رمل من رمل الكثيب الذي بأسفل مكة. وكان المطاف ما بين الكعبة ومقام إبراهيم عليه السلام، وما يقارب ذلك من جميع جوانب الكعبة، ويحده الأساطين والأعمدة التي كانت تعلق عليها المصابيح للاستضاءة، وما حوله من الزيادات، فقد كان يوجد به المقامات الأربعة، وبئر زمزم وسقاية العباس، وباب بني شيبة، ومنبر المسجد الحرام.

التوسعة الحالية

وصلت إلى نهاية الرواق العثماني في الدور الأرضي وشملت البدروم، بحيث صار البدروم جزءا من المطاف الأرضي، إضافة إلى نهاية المرحلة الأولى من المطاف في الدور الأول والثاني والسطح والقبو، كما تم إنجاز مرحلة كبيرة من المرحلة الثانية للمطاف، بحيث تكتمل قبل البداية في موسم الحج القادم لتبدأ بعد ذلك المرحلة الثالثة من مراحل التوسعة الخاصة بالمطاف، ليتسع إلى أكثر من 105 آلاف طائف خلال الساعة الزمنية الواحدة.

الخط المشير إلى الحجر الأسود

من الأشياء التي كانت في صحن المطاف دائرة بداخلها نجمة بحذاء الحجر الأسود، وأخرى بحذاء الركن اليماني، أوضح ذلك الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي سابقا وإمام وخطيب المسجد الحرام محمد السبيل. وقد أزيلت الدائرة ووضع بدلها خط يشير إلى الحجر الأسود، وهو في حذائه، وقد وضع علامة على ابتداء الطواف والانتهاء منه. وبعد ذلك رأت الدراسات الخاصة بالطواف أن الطائفين يزدحمون ويتعثرون عند هذا الخط، ورأت أن المصلحة في إزالته، وبالفعل تمت إزالته، وكان في ذلك راحة كثيرة للطائفين حول البيت، وخف الزحام جدا عند الحجر الأسود.

مراحل تطور المطاف

1 - (119هـ) فرش الوليد بن عبدالملك أرض المطاف بالرخام. 2 - (284هـ) أتم الخليفة المعتضد العباسي تبليط المطاف بالرخام. 3 - (766هـ) عمّر الطواف من ملوك مصر، الملك المنصور لاجين المنصوري، واسمه مكتوب في رخامة بين الركن اليماني والحجر الأسود. 4 - (631هـ) عمّره من الخلفاء المستنصر العباسي، واسمه مكتوب في الحفرة التي عند باب الكعبة. 5 - (881هـ) وضع الرصاص بأرض المطاف حول الكعبة. 6 - (894هـ) أمر ناظر الحرم قاضي القضاة جمال الدين أبا السعود ابن ظهيرة بحفر جميع حاشية المطاف وإصلاحها. 7 - (918هـ) أمر الأمير الباش بإذابة الرصاص في المسجد الحرام في أماكن في المطاف وعند المزولة. 8 - (920هـ) رصص أرض المطاف الخواجة ابن عباد الله، وأصلح مجرى السيل والمسعى حسب المرسوم الذي ورد لنائب جدة بتفويضه ذلك. 9 - (961هـ) تجديد سطح البيت الشريف، تسوية فرش المطاف ببلاط جديد، أي رخام، فأزال الحفر. 10-  (980هـ) الوزير سنان باشا عمّر حاشية المطاف. 11 - (1003هـ) استبدلت أرضية المطاف من الحجر الصوان إلى المرمر. 12 - (1006هـ) فرش السلطان محمد خان من سلاطين آل عثمان المطاف بالرخام الأبيض الناصع. 13 - المطاف في بداية العهد السعودي رأى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، أن يوسع المطاف، حرصا منه على راحة الحجاج والمعتمرين، فأصدر أمره بتوسعة المطاف وهدم المقامات الأربعة التي في أطراف المقام، ففي سنة (1377هـ) قلع الرخام الذي بعد المطاف المحيط به، وحفروا الأرض المحيطة به لتتساوى به، بعد وضع الرخام عليه، كما أنهم قلعوا الأعمدة الخضر التي كانت في حدود المطاف الأول وعلامة عليه، ثم بدؤوا بعد حفر الأرض بفرشها بالاسمنت، ووضعوا الرخام عليه حتى تساوى هذا المطاف الجديد بالمطاف القديم، وصار على سمته وبلصقه. ومقدار مساحة الجديد كمقدار مساحة القديم تقريبا، ووُضع خط أسود من جنس الرخام ليحدد المطاف القديم من المطاف الجديد. 14- 1435هـ انتهت المرحلة الأولى وجار العمل على المراحل المتبقية خلال الأعوام المقبلة.