أبحاث جيولوجية تثير التساؤل حول أصل الحضارة الصينية
أظهر بحث نشره معهد الكيمياء الجيولوجية في الأكاديمية الصينية للعلوم أن أصول القبائل الصينية قد تعود لأقدم مما سجلته الأبحاث السابقة عنها، والتي تقول بأن أولى السلالات الصينية التي وصفت في النصوص والوثائق التاريخية كانت أسرة شيا، التي تأسست في 2070 قبل الميلاد في وادي النهر الأصفر
الاثنين / 20 / ربيع الثاني / 1436 هـ - 15:30 - الاثنين 9 فبراير 2015 15:30
أظهر بحث نشره معهد الكيمياء الجيولوجية في الأكاديمية الصينية للعلوم أن أصول القبائل الصينية قد تعود لأقدم مما سجلته الأبحاث السابقة عنها، والتي تقول بأن أولى السلالات الصينية التي وصفت في النصوص والوثائق التاريخية كانت أسرة شيا، التي تأسست في 2070 قبل الميلاد في وادي النهر الأصفر. فيما يذكر البحث تفاصيل معاينة بيئة العصر الحجري في شمال شرق الصين، فقد أقامت القبائل في المناطق الخضراء، والتي كما تثبت الأدلة تحولت إلى صحراء قاحلة قبل 6.500 عام، مما أجبر أفراد قبيلة هونجشان على الانتشار في المناطق غير المأهولة حاملين معهم ثقافتهم وتقاليدهم، وأشار الباحثون إلى أن ذلك لعب دورا تكوينيا في الحضارة الصينية. ونتيجة للدور الذي لعبته قبيلة هونجشان مع عدد من القبائل الأولى، يجعل مسألة أصل الحضارة أكبر بآلاف السنين من العمر المقدر لها سابقا، حيث ستكون بدأت التطور في الشمال وانتشرت تجاه المنطقة الوسطى. ويضم المتحف البريطاني اليوم العديد من القطع الأثرية العتيقة، منها القلائد والخواتم وحلي الشعر، وتماثيل تنانين الخنازير، مع منحوتات جنين له، والتي تعد بمثابة المقدمات الأولى للتنين الصيني، كما أن أول رمز مكتوب له في الصينية يشابه أمثلة كتابات الهونجشان. فقد كانت الخنازير والتنانين والنسور ظاهرة في مراسيم الدفن والقبور، وتدفن عظامها مع البشر في المقابر، وتعد تحف الهونجشان من أوائل الأمثلة على أحجار «الجاد»، بالإضافة إلى موضوع الخصوبة الذي كان حاضرا في رسومات الأجنة والحوامل بشكل متكرر. وفي 1983 تم اكتشاف موقع أثري للقبيلة، وكشفت الحفريات التاريخية معابد تحت الأرض معقدة وتعرف بـ «معبد الآلهة»، وعثر على 3 تماثيل طينية بحجم 3 أضعاف أكبر من حجم البشر، وذكرت اليونسكو أن الموقع يعد مثالا على «أرض الأضاحي المقدسة» والتي تعود للفترة الزمنية الأولى للحضارة البشرية في شمال شرق آسيا، ويعد تعبيرا بارزا عن المعتقدات آنذاك. ووقفا لموقع NewHistorian لا بد من إعادة البحث في دور تلك القبائل، كما ذكر الكاتب المشارك في الدراسة من جامعة نيو مكسيكو «إننا نرى دليلا على أن للهونجشان دورا ذا أهمية أكثر مما يعطى له الآن في تكون الثقافة الصينية»ولغرض اكتشاف مزيد عن حضارتهم، حقق الباحثون في البحيرات في منجوليا الداخلية، والتي تبعد نحو 300 كلم عن مواقع أولى اكتشافات ثقافة الهونجشان، فقد وجدوا أدوات حجرية وقطعا فخارية خاصة بهم، مما يشير إلى أنهم كانوا منتشرين في مناطق أوسع مما يعتقد سابقا، بحسب ما ذكرت الكاتبة ليز لافلور في موقع Ancient Origins وقد تكون هذه الاستنتاجات الجديدة حول الظروف البيئية للعصر الحجرية، بمثابة خطوة أولى لإعادة النظر بتأثير القبائل الأولى على تطور التاريخ الصيني.