الرأي

خسائر السرطان

فارس هاني التركي
هناك أكثر من 100 نوع لمرض السرطان أشهرها سرطان الرئة الذي يصاب به سنويا أكثر من مليون ونصف المليون شخص، ثم سرطان الثدي والقولون والبروستات واللوكيميا والبنكرياس وغيرها. السرطان في تعريفه البسيط هو انقسام ونمو الخلايا بشكل عشوائي يجعلها عدائية ولها القدرة على غزو الأنسجة وتدميرها. التحدي الحقيقي مع مرض السرطان هو سرعة اكتشافه في مراحل مبكرة. فكلما انتشرت هذه الخلايا العدائية كانت السيطرة عليها أصعب ولذلك نجد دائما الحملات التوعوية للكشف المبكر عن سرطان الثدي عند النساء في شهر أكتوبر، وكذلك حملات الكشف عن سرطان البروستات لدى الرجال تنتشر في شهر نوفمبر وهكذا. من المحير أن تتصرف الخلايا بهذه الطريقة ولكن يعزو العلماء ذلك للعديد من الأسباب المحتملة، منها التعرض لمواد إشعاعية خطيرة أو مواد كيميائية مثل تلك التي توجد في تبغ السجائر والخمر وبعض الصبغات التي توجد في الأطعمة أو المبيدات الحشرية أو التعرض للأشعة فوق البنفسجية عند التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، وأيضا زيادة الوزن وعدم تناول الخضار والفواكه والابتعاد عن الرياضة أو لأسباب وراثية. وتشير بعض الدراسات أن السبب الأول للإصابة بالسرطان هو سوء التغذية بنسبة 35% يليه التدخين بنسبة 30% والأسباب الوراثية بنسبة 15% ولهذا صرح رئيس الوكالة الدولية لبحوث السرطان أن هناك عدم وعي مثير للقلق بالدور الذي يلعبه النظام الغذائي في الإصابة بمرض السرطان. الموضوع أصعب مما نتصور فعدد الوفيات بمرض السرطان في ازدياد كبير، حيث بلغت حسب آخر التقارير 14 مليون حالة سنويا، أي ما يعادل 15% من وفيات العالم ما يعني وفاة شخص كل ثانيتين تقريبا بسبب السرطان. العلم تطور كثيرا وأغلب حالات السرطان يمكن علاجها واحتمالية وفاة مريض السرطان لا تتجاوز 40% عند الذكور و20% عند الإناث، وهي تعتمد بشكل رئيس على مرحلة اكتشاف الخلايا الخبيثة وسرعة علاجها. العلاجات عديدة ومختلفة فمنها الجراحية وذلك باستئصال الجزء المعني كما يحدث في بعض الحالات من استئصال كامل أو جزئي للثدي أو الرئة أو غيرها من الأعضاء، وهناك العلاج الإشعاعي وذلك بتعريض الجزء المصاب للإشعاعات لوقف النمو العشوائي للخلايا. وكذلك العلاج الكيماوي وحبوب الـAntiCancer وغيرها من العلاجات التي ما زال العلماء يبحثون فيها، مثل العلاج الهرموني والجيني بحيث تتم دراسة الجين نفسه ومحاولة معرفة علاج جذري له. المعضلة الكبرى هي أن العلاج مكلف جدا فجلسة واحدة من جلسات العلاج الكيماوي قد تكلف من 10 آلاف دولار إلى 50 ألف دولار، وغير مستغرب إطلاقا أن تجد مصابا دفع 200 دولار، أي ما يقارب 750 ألف ريال، للعلاج من هذا المرض الخبيث. ففي الولايات المتحدة الأمريكية فقط بلغت نفقات علاج مرضى السرطان 125 مليار دولار في عام 2010، ومن المتوقع أن يصل المبلغ إلى 158 مليار دولار في عام 2020. نسأل الله السلامة وأن يحفظنا وإياكم وجميع المسلمين.