النشاط التطوعي المساحة الأنسب لقياس كفاءة طالب العمل
قدمت التجارب التطوعية الشابة نفسها بقوة خلال الفترة القليلة الماضية، كاشفة عن بيئة خصبة من الفرص لاكتشاف كفاءات وطاقات بشرية يمكن استثمارها فيما هو أكبر من مجرد تقديم خدمة اجتماعية في إطار محدد، أو القيام بمساعدة مهنية محددة بمكان وزمان معينين
السبت / 18 / ربيع الثاني / 1436 هـ - 17:15 - السبت 7 فبراير 2015 17:15
قدمت التجارب التطوعية الشابة نفسها بقوة خلال الفترة القليلة الماضية، كاشفة عن بيئة خصبة من الفرص لاكتشاف كفاءات وطاقات بشرية يمكن استثمارها فيما هو أكبر من مجرد تقديم خدمة اجتماعية في إطار محدد، أو القيام بمساعدة مهنية محددة بمكان وزمان معينين.
مهارات تنظيمية
المتطوعة أسماء زيد دخلت هذا المجال قبل أشهر فقط، وهي الآن تملك خبرة عملية جعلتها تقود الفرق الميدانية في عدة فعاليات وأنشطة، هذا التحول السريع لم يكن يدور في مخيلتها قبل عام من الآن، ولكنه حدث بطريقة فاقت ما هو متوقع بالنسبة لها، حيث كانت البداية مع برنامج إثراء المعرفة الذي قدم لها تدريبا مكثفا على المهارات التنظيمية وإدارة الفعاليات، قبل أن تخوض تجربتها الأولى في الفعالية التي عقدت في الرياض أغسطس الماضي.
طريق الوظيفة
تقول أسماء: إن أفضل مكان للباحثين عن العمل يتمثل في تجربة المجال التطوعي، حيث ترى أن الأمر لن يقتصر على جانب الخدمة الاجتماعية فحسب، بل قد يكون طريقا للوظيفة من خلال ما ينشأ من تعارف وتعاون، ووقوف عملي على مستوى الأداء، مضيفة: حتى الموظف بحاجة للتطوع، هناك كثير من الخبرات المهنية التي يمكن اكتسابها من هذا المجال، وقد تأكدت من ذلك في برنامج إثراء المعرفة حيث حصلت في أسبوعين من التدريب على معلومات ومهارات لم أحصل عليها خلال ثلاث سنوات من العمل الوظيفي. وأفادت بأن المجتمع السعودي بدأ في تطبيق ثقافة التطوع بشكل واضح خلال السنوات الماضية، كجزء من نموه المجتمعي والثقافي، إذ إن كثيرا من المناسبات المحلية كشفت عن كفاءة شباب وشابات سعوديين في مجال التواصل والتنظيم والعلاقات العامة، وهو ما يجعل منهم خيارات مفيدة للعمل في الشركات والمؤسسات. وشددت على ضرورة وجود جهة تتولى التنظيم المؤسسي لنشاط المتطوعين وتأهيلهم، داعية الجهات الحكومية والخاصة أن تلتفت إلى التطوع كجانب تطويري لمنسوبيها، وأن تجعله جزءا من الجدول السنوي للموظف وعنصرا من عناصر تقييمه.
التحول الأهم
الشاب فيصل العلي أحد الذين قادهم التطوع للحصول على عمل في إحدى شركات القطاع الخاص، اعتبر أن هذا التحول يعد الأهم في حياته، بعد أن بقي لمدة عامين باحثا عن وظيفة، حتى قاده أحد الأنشطة الاجتماعية إلى فريق عمل تطوعي استفاد خلال مشاركته فيه من لغته الإنجليزية وقدرته على التواصل، وهو ما جعله يحصل على مقابلة عمل من خلال أحد زملائه المتطوعين، تم على إثرها توظيفه بعدها بأسبوع تقريبا. وأوضح العلي أن البطالة يجب ألا تكون عائقا بقدر ما تكون محفزا، معتبرا أن التطوع يمثل فرصة مجانية وثمينة في الوقت نفسه للشاب الذي يريد الارتقاء بقدراته والتعلم الميداني، إضافة إلى أنها تجمعه بعلاقات يمكنها مساعدته على أكثر من صعيد، حيث استطاع مع مجموعة من زملائه تكوين فريق عمل تطوعي للمشاركة سويا في مختلف المناسبات.
بذرة خير
بدورها، ترى هبة الحميدان (ناشطة اجتماعية) أن ازدياد نسبة التطوع بذرة خير ليست غريبة على مجتمعنا، ولكنها تشير إلى أن التطوع ما زال في حال تشتت واجتهادات فردية، إذ إن كثيرونلا يجدون التدريب الكافي. وأضافت هبة: بالنسبة لي، بحثت كثيرا حتى وجدت التأهيل من إحدى مبادرات مؤسسة الأميرة العنود، واستفدت من برنامجهم التدريبي الذي أسهم بتطوير مهاراتي التطوعية والقيادية. ولا تخفي الحميدان وجود بعض الأمور التنظيمية التي تحد من إطلاق بعض الأعمال، وكذلك غياب المعلومة الواضحة عن الآلية المتبعة للعمل التطوعي، وتتمنى تقديم برامج تدريبية في المدارس والجامعات بشكل مكثف، مع الاستفادة من تجارب الغير، مشيرة إلى ظهور كثير من المؤسسات التي ترعى العمل التطوعي في الآونة الأخيرة، سواء رعاية لوجستية أو مادية، والعديد من الحاضنات والمظلات ممن لهم جهود ملموسة، ولكن ما زالت بعض المجموعات التطوعية غير متواصلة بها أو تجهل أهميتها والخدمات التي تقدمها.