خطبة الجمعة
الجمعة / 27 / محرم / 1438 هـ - 20:30 - الجمعة 28 أكتوبر 2016 20:30
دين الرحمة
«نشهد في عالمنا اليوم إلصاق شبه بالإسلام وأهله، تتمثل في وصفه وأتباعه بالتعصب والطائفية والعنف، والإسلام بريء من ذلك، فهو دين الرحمة والعدالة. كما في الصحيحين ومسند الإمام أحمد، من حديث جابر رضي الله عنه وأرضاه، عندما قال: كنا مع رسول الله صلّى اللّه عليه وسلم بذات الرقاع، فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها لرسول الله، فجاء رجل من المشركين وسيف الرسول معلق بالشجرة، فاخترطه فقال: تخافني؟ قال: لا فقال: فمن يمنعك مني؟ قال: اللَّه، فسقط السيف من يده، فأخذه الرسول، فقال: من يمنعك مني؟ فقال: كن خير آخذ. فقال: تشهد أن لا إله إلا اللَّه وأني رسول اللَّه؟ قال: لا ولكني أعاهدك أن لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك. فخلى سبيله، فأتى أصحابه فقال: جئتكم من عند خير الناس. فلمْ يجبره صلّى الله عليه وسلم على الإسلام، ولم يعاقبه على فعلته، فدخل الإسلام في قلبه، ورجع إلى قومه فاهتدى به خلق كثير. وتتجلى سماحة الإسلام في عزة هذه الأمة بدينها، بإيمانها وعقيدتها، بتطبيقها لشريعة ربها، فلم تكن سماحته صلى الله عليه وسلم ورحمته لتحول بينه وبين إقامة حدود الله، أو مناصرة المظلومين، ولما نقضت قريش عهدها مع النبي، فقتلت عشرين رجلا من خزاعة، غضب النبي، وانتصر للمظلومين فكان فتح مكة».
ماهر المعيقلي - الحرم المكي
شهرة زائفة
«الانغماس في تفاهات الأمور ومتابعة التافهين والتسويق لهم ولأعمالهم المشينة عبر وسائل التواصل الاجتماعي يناقض الأخلاق الحميدة، ويصرف المسلم عن معالي الأمور التي يحث عليها ديننا الحنيف، فالهمم تذبل حين تنغمس في اهتمامات تافهة طلبا لشهرة زائفة، والاستسلام للترهات والتفاهات يفضي إلى عدم مبالاة المرء بالناس والمجاهرة التي تقتل الحياء، وهو ما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله (كل أمتي معافى إلا المجاهرين)، والتمادي في مثل هذه التفاهات، صدع في الأخلاق ونقص في العقل، وتعبر عن جهل في مفهوم الحياة، وسطحية التفكير، وتخلف عن ركب العلم والمعرفة، كما أنها تقتل الإرادة وتضعف التنمية، ولا يخفى على عاقل ما تجره من مفاسد اجتماعية وأسرية».
عبدالباري الثبيتي - الحرم النبوي
أساس البلبلة
«الصدق ليس أمرا مستحبا فقط، بل هو حتمي ومع اتفاق وإجماع الناس عليه إلا أننا في أمس الحاجة إليه، خصوصا في خضم أزمة الأخلاق التي نعاني منها لأسباب كثيرة، منها ضعف الإيمان وقلة التربية والتنافس على الدنيا، والكذب من علامات النفاق وسبب في لعنة الله، ومن ذلك الكذب في أمور الناس العامة، وفي الأمور التي يجب التثبت فيها، إن الكذب فيها أمره عظيم وجرمه كبير، خصوصا في هذا الزمان الذي كثرت فيه وسائل نقل الأخبار، خصوصا وسائل التواصل الاجتماعي، فنجد أن وسائل التواصل الاجتماعي تبث إشاعة ثم تنتشر ثم النتيجة بلبلة واختلاف للرأي».
عبدالله آل الشيخ - جامع الإمام تركي