غنوا لطباخ التمر..
سأغني يوما ما للتمر القصيمي، وأقول:
الاثنين / 17 / رمضان / 1435 هـ - 23:00 - الاثنين 14 يوليو 2014 23:00
سأغني يوما ما للتمر القصيمي، وأقول: صيفي يا دنيا تزيد، تمرنا ويحلى. لأن كلما طبخت شمس أغسطس حبّات البلح، طاب التمر، ورطّب هكذا علّمنا صغاراً، ولذلك سمّي شهر أغسطس بـطبّاخ التمر. ولا يقول أحد إني أقلّد السيدة فيروز في أغنيتها: «شتي يا دنيا تزيد موسمنا ويحلى». وأتساءل عن سعودي في مدن الأطراف، أو في إحدى القرى، يغني في حب زوجته، ويرفض غزل بنت شابة في أحد مولات الرياض أو جدة ويقول: «يا بنت أنا شاب مزوّج، من البيت للبيت، وبنات الرياض ما تغريني!». عطفاً على أغنية ملحم بركات «كبوش التوتي»: «أنا يا بنت مجوز وزلمه عقل بيتوتي..لا تغريني بشم الورد.. ولا دفيني، بحب البرد..أنا يا حلوة من الجرد وفلاحي ومش بيروتي». وهل سيغني سعودي لحبّات الأرز الذي نعشقه جداً، وكأنه موجود من ضمن أبنائنا في الهوية الوطنية من شدة حبنا له، كما غنّى (شيخ إمام) للفول وحب المصريين له في أغنية الفول واللحمة: «عن موضوع الفول واللحمة، صرح مصدر قال مسؤول.. إن الطب اتقدم جدا، والدكتور محسن بيقول... إن الشعب المصري خصوصا، من مصلحته يقرقش فول.. حيث الفول المصري عموما، يجعل من بني آدم غول..». وسأتخيل أن أحد رجالات سدير من عشّاق تحري القمر ليلة الأول من رمضان، سيقول شعراً في عشقه للقمر في تلك الأمسية الإسلامية الفريدة، ويغني له «يا قمرنا يا رمضان، من الزلفي لحويلان* «، كما غنت فيروز للشمس: «طلعت يا محلى نورها شمس الشموسا!». غنينا كثيراً للحب، ولم نغن للحياة والشمس والقمر والمدن والصخر والجبل والرمل والنفود وبيت الشعر والبر، وهذا يحزنني كثيراً! * حويلان بلدة صغيرة من أرياف بريدة الغربية!