العلاج بالنار يزدهر في الصين
يسلك معالجو الطب الشعبي في الصين طرقا جمة لمعالجة مرضاهم، من أبرزها إشعال النار على ظهورهم أو أماكن متفرقة من أجسادهم، كما أن ثمة كثيرين يقتنعون بمنافع مثل هذه الأساليب على الصحة
الاثنين / 17 / رمضان / 1435 هـ - 01:00 - الاثنين 14 يوليو 2014 01:00
يسلك معالجو الطب الشعبي في الصين طرقا جمة لمعالجة مرضاهم، من أبرزها إشعال النار على ظهورهم أو أماكن متفرقة من أجسادهم، كما أن ثمة كثيرين يقتنعون بمنافع مثل هذه الأساليب على الصحة. وهذه الطريقة المعروفة باسم «العلاج بالنار» والمألوفة لدى العارفين بالطب التقليدي الصيني تنسب إليها منافع عدة للتخلص من الضغط النفسي وعسر الهضم ومشاكل الخصوبة وحتى من بعض أنواع السرطان. ويبدو أن عدم ثبوت منافع هذه الطريقة علميا لا يهبط عزيمة المدافعين عن هذه الممارسات التي تعود إلى قرون غابرة ولا تزال تمثل متعة للنظر لدى محبيها، كما أن البعض منهم يؤكد فائدتها في تحفيز نقاط الوخز بالإبر بواسطة الحرارة أو تقنية الكي التي أثبتت مزاياها منذ زمن طويل، الأمر الذي أدى إلى استمالة كثير من الصينيين نحوها، نظرا لعدم قدرتهم على الاستفادة من العناية الطبية الباهظة التكلفة في بلد لا يزال يعد التأمين الصحي ترفا، وهذا الوضع يسهم في انتشار ظواهر الطب البديل. ويؤكد المعالج زانج فينجهاو أن «العلاج بالنار يتخطى الطبين الصيني والغربي معا». ويتولى هذا المعالج تدريب طلابه داخل شقته في بكين، وهو يتقاضى 300 يوان (35 يورو) لقاء كل ساعة معالجة. وتجري هذه العلاجات بطريقة تبدو بسيطة على رغم الخطر الكامن فيها، إذ إن المعالج يضع بداية معجونا مصنوعا من الأعشاب على ظهر المريض المغطى بمنشفة، ثم يعمد إلى سكب مزيج سريع الاشتعال على القماشة مكون من الماء وسائل مطهر حارق بنسبة 95 %. ، ويؤكد فينجهاو «هذه الطريقة تجنب أشخاصا كثيرين الخضوع لعمليات»، وتقوم هذه الطريقة على معتقدات شعبية تتعلق بضرورة التوازن بين العناصر الحارة والباردة في جسم الإنسان. ويوضح زانج «إننا نضرم نارا في الجسم لسحب البرودة الموجودة في الداخل»، مشيرا إلى أن من بين زبائنه دبلوماسيين أجانب ومسؤولين شيوعيين رفيعي المستوى. وأشعلت تقنية «العلاج بالنار» مواقع الانترنت خلال الأسابيع الماضية بسبب انتشار صورة على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية تظهر رجلا يعالج بهذه التقنية، كذلك حملت الصحافة الرسمية الصينية مؤخرا على بعض مراكز العلاج التي يديرها معالجون غير مؤهلين لا يملكون المعدات اللازمة للحفاظ على سلامة المرضى، حتى إن الوقاية من الحروق تقوم فقط في بعض الأحيان على دلو للمياه ملقى على الأرض. ويقر زانج بأن «ثمة بعض الإصابات قد حصلت وبعض المرضى الذين أصيبوا بحروق في وجوههم أو أجسادهم بسبب عدم احترام معايير السلامة»، لكنه يشدد على تدريبه لعشرات الآلاف من الطلاب، ولم يشهد وقوع أي حادث، مضيفا «الطب بحاجة إلى ثورة،العلاج بالنار هو الحل للعالم».