الصيف المعتدل يقلل إنتاج رطب المدينة هذا الموسم
بدأت الرطب تنزل على موائد الصائمين خلال الشهر الكريم في اليومين الماضيين فقط، فبعد أن أسعف إنتاج نخيل المدينة من تمر «الروثانة» العشر الأول من رمضان المبارك ولو بكميات قليلة منه، بلت الشوق للرطب الذي غاب لعام كامل، ارتفعت أسعاره، فبلغت العبوة زنة 1 إلى 2 كجم، ما بين 30 إلى 65 ريالا
الأربعاء / 12 / رمضان / 1435 هـ - 00:00 - الأربعاء 9 يوليو 2014 00:00
بدأت الرطب تنزل على موائد الصائمين خلال الشهر الكريم في اليومين الماضيين فقط، فبعد أن أسعف إنتاج نخيل المدينة من تمر «الروثانة» العشر الأول من رمضان المبارك ولو بكميات قليلة منه، بلت الشوق للرطب الذي غاب لعام كامل، ارتفعت أسعاره، فبلغت العبوة زنة 1 إلى 2 كجم، ما بين 30 إلى 65 ريالا. بائع الرطب المتجول خالد الجهني قال إن رمضان المبارك هو الموسم الأهم لسوق الرطب، فبالإضافة إلى أنه طازج وحديث بخلاف «المبرد» أو «المنضود»، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفضل الإفطار على الرطب، وحث عليها إن وجدت، وهذا الأمر أسهم في ارتفاع سعره في الوقت الحالي نظير احتكار المنتوج في السوق حاليا فقط بمنتج المدينة، على الرغم من قلة جودة المتوفر، وصغر حجم التمرة إلا أن سعره يعتبر الأعلى، في حين أنه مع توفر باقي أنواع الرطب من نجد فإن سعر ذات الكمية لا يتجاوز 5 ريالات. وأضاف أن الأعوام القليلة الماضية لم تشهد حضورا كبيرا للرطب على موائد الإفطار خاصة بالأنواع المميزة منه كالخلاص والسكري ونبوت السيف وغيرها، وكل ما كان موجودا في الأسواق هو من رطب المدينة المنورة الذي يعد أول منتجات الرطب في السعودية، لافتا إلى أن انخفاض الحرارة في صيف هذا العام أسهم كذلك في قلة المنتج، فإنتاج الرطب يحتاج إلى حرارة عالية لينضج بشكل أسرع وهو ما غاب هذا العام. أما المزارع محمد الحقباني الذي يملك عددا من مزارع النخيل في الخرج، فأكد ارتفاع الطلب على الرطب في رمضان، إلا أن السوق يفتقد الكميات الكافية هذا الموسم، مبينا أن 40% من مجموع الطلب على التمور يتركز على الرطب، لافتا إلى أن ضعف الحرارة أسهم في ذلك، ويقوم بعض العمالة الذين يعملون لحسابهم الخاص بحرق بعض الأخشاب وعسف النخل حول النخيل من أجل رفع درجة الحرارة حولها، وبعد ذلك ينضج بشكل أسرع، وهذا الأمر يعد من أساليب الغش الصريح. وأضاف الحقباني أن الطلب الأعلى في الوقت الحالي على الرطب المبردة أو المكنوزة، إذ شهد الطلب ارتفاعا بنحو 35% نظير الصيام، لفضيلة الإفطار على التمر خاصة للأنواع عالية الجودة منه، وما يتوفر في الوقت الحالي من تمور، كالسكري والخلاص ونبوت السيف، وحين يرتفع الطلب على المبرد والمكنوز فبالتأكيد ستنخفض أسعار الرطب الطازجة بنسبة كبيرة لقلة جودة المتوفر حاليا. واعتبر الحقباني أن الحكمة القديمة التي تقول «عليك بأول العنب وآخر التمر»، أصبحنا نعيشها واقعا، فالتمرة تحتاج لفترة طويلة لتنمو وتعيش دورة حياتها، وحين تقطف بشكل مبكر فإنها لن تكون بذات الجودة، كما أنها ستكون بحجم صغير ناهيك عن عدم نضوجها، وذلك الأمر يتم من قبل البعض من أجل السعي لاقتصاص جزء من سوق رمضان. أما تاجر التمور علي البواردي فيشير إلى أن جني تمر منطقة نجد في القصيم والخرج والحوطة سيبدأ نهاية الشهر الحالي، ومع منتصف شوال المقبل، متوقعا أن تشهد أسعاره ارتفاعات جيدة، ثم تتراجع بعد 10 أيام من طرحه في السوق، ويتجه كثيرون من المستثمرين والمستهلكين إلى تخزينه في ثلاجات مبردة استعدادا للعام المقبل مع نهاية كل موسم لضمان توفر الرطب كل العام. ولفت إلى أن التمور المحفوظة في الثلاجات من منتج العام الماضي تشهد طلبا من بعض المستهلكين، و ما زالت أسعارها مرتفعة، نظرا لقلة المعروض من الرطب، إضافة إلى أن بعض التجار يعملون حاليا على تصدير كميات كبيرة منه، سواء من الخلاص أو السكري، إلى دول الخليج واليمن، بل وحتى أوروبا وأمريكا التي يطلب كثيرون من المبتعثين كميات منها لتوزيعها كهدايا والإفطار عليها أيضا. وقال البواردي إن غالبية من كانوا يديرون مزارعه في السابق غادروا إلى دولهم، مما أدخله في أزمة، خاصة أن العمل مع النخيل يحتاج إلى خبرة عالية من قبل العمالة، وأن يكون ممارسا لهذه المهنة منذ زمن، مرجعا ذلك إلى أن التسميد وتلقيح وجني التمر وتخزينه يحتاج إلى كفاءة عالية، وإلا سينعكس ذلك على المنتج النهائي، وتقل جودته.