بعد انسحاب شل.. أرامكو وحيدة في الصحراء
رغم تفاؤل أرامكو السعودية باقترابها من إنتاج الغاز المحبوس في المسامات الضيقة بين الصخور، وهو ما سيسهم في توفير كميات ضخمة من الغاز الطبيعي للسعودية، إلا أن التفاؤل مني بخيبة أمل بعد إعلان شركة شل إيقاف أنشطتها للبحث وإنتاج الغاز في الربع الخالي، وهو ما يعني أن أرامكو ستبقى وحيدة في مشروع الربع الخالي
الاثنين / 10 / رمضان / 1435 هـ - 23:30 - الاثنين 7 يوليو 2014 23:30
رغم تفاؤل أرامكو السعودية باقترابها من إنتاج الغاز المحبوس في المسامات الضيقة بين الصخور، وهو ما سيسهم في توفير كميات ضخمة من الغاز الطبيعي للسعودية، إلا أن التفاؤل مني بخيبة أمل بعد إعلان شركة شل إيقاف أنشطتها للبحث وإنتاج الغاز في الربع الخالي، وهو ما يعني أن أرامكو ستبقى وحيدة في مشروع الربع الخالي. وكان مدير إدارة مكامن الغاز في أرامكو عدنان كنعان أكد في تصريحات خلال مشاركته في أولمبياد النفط بموسكو الشهر الماضي، أن شركته تستهدف إنتاج الغاز من المسامات الضيقة، والمعروف باسم «الغاز الضيق»، بتكلفة نحو 2 إلى 3 دولارات للألف قدم المكعبة، وهي تكلفة تعادل مثيلتها في أفضل مكامن الولايات المتحدة، وبوسع هذه المشاريع تغطية تكاليفها بنفسها وتحقيق إيرادات للشركة. ووسط هذه التطورات الإيجابية، أعلنت شركة شل أمس أنها ستتوقف عن الاستثمار في شركة جنوب الربع الخالي بعد أن أوقفت عمليات الحفر هناك لعدم وصولها لاتفاق مع وزارة البترول حول أسعار الغاز منذ مدة، وهو ما أشارت إليه «مكة» في الثاني من فبراير الماضي. وقالت شل في بيان أمس «قررت الشركة عدم ضخ مزيد من الاستثمارات في مشروع كيدان». وأضاف البيان «كان ذلك قرارا صعبا لكن شل تظل ملتزمة بالعمل في السعودية ونسعى لتنمية استثماراتنا في أنشطة المنبع والمصب على حد سواء». أما أندي براون، المسؤول في شل، فقد أكد أمس الأول لصحيفة «ديلي تليجراف» أن مشروع الربع الخالي كان «خيبة أمل للشركة». ومنطقة كيدان غنية بالغاز عالي الكبريت وهي قريبة من حقل الشيبة أحد أكبر الحقول النفطية في السعودية وينتج 750 ألف برميل يوميا. ويحتوي الغاز عالي الكبريت على مستويات مرتفعة من كبريتيد الهيدروجين المميت ولذا من الصعب استخراجه مقارنة مع احتياطيات الغاز التقليدية. وتخلت بالفعل ثلاث شركات أجنبية على الأقل - إيني الإيطالية وريبسول الإسبانية وتوتال الفرنسية - عن البحث عن مكامن للغاز مجدية من الناحية الاقتصادية في هذا الجزء من السعودية. فيما استمرت شل لفترة أطول في مشروعها المشترك شركة جنوب الربع الخالي مع أرامكو السعودية بعد اكتشاف كميات صغيرة من الغاز. ولم تذكر شل السبب وراء قرارها الانسحاب من المشروع المشترك في منطقة كيدان بصحراء الربع الخالي. وقالت مصادر إن التكلفة المرتفعة نسبيا لتطوير مكامن صعبة في بلد لا تغطي أسعار بيع الغاز فيه إلا جزءا بسيطا من تكاليف الإنتاج المحتملة ربما كان أحد أسباب إحجام شل. وتتوقع السعودية التي تحوز خمس الاحتياطيات العالمية المؤكدة من الغاز أن يرتفع الطلب المحلي على الغاز الطبيعي - الذي تستخدمه بشكل رئيسي في تشغيل محطات توليد الكهرباء - إلى نحو مثليه بحلول 2023 من مستويات 2011 البالغة 3.5 تريليونات قدم مكعبة سنويا. وقدر وزير البترول المهندس علي النعيمي احتياطيات الغاز غير التقليدي في السعودية بما يزيد على 600 تريليون قدم مكعب أي أكثر من مثلي احتياطياتها المؤكدة من الغاز التقليدي.