معرفة

هل يعاني أطفالك من الإهمال؟

ليس هناك تعريف موحد للإهمال، كونه يختلف من دولة لأخرى، ولكنه بصفه عامة هو الفشل في منح الطفل حقه من خلال توفير الغذاء الكافي، والملابس، والمسكن، والرعاية الصحية، والتعليم، والمراقبة بحسب عمره. أما الإهمال المزمن، فهو حالات الإهمال المتكررة داخل الأسرة، والتي يمر بها الطفل في مختلف مراحله العمرية. وعلى الرغم من تفشي هذه الحالة، إلا أن الإهمال لم يدرس بشكل كاف، ولم يفهم بعد من منظور بحثي. وهناك عدد قليل من البحوث التي تؤكد أن الإهمال، والإهمال المزمن لهما عواقب وخيمة على التنظيم العاطفي، والتطور المعرفي للطفل. وقد أجريت دراسة حديثة للإهمال المزمن على 38 عائلة، لديها 5 تقارير أو أكثر بالإهمال، وذلك لدى منظمة خدمات حماية الطفل الأمريكية. وأظهرت النتائج أن جميع العائلات تواجه على الأقل 4 ضغوطات رئيسية، متضمنة الفقر الشديد، والعنف الأسري، وتعاطي الوالدين للمخدرات، ومشاكل الوالدين العقلية، ومشاكل الطفل السلوكية. ويحتاج العاملون في منظمات حماية الأطفال لاستخدام منهجيات أكثر شمولا لتحسين استجابتهم لحالات الإهمال المزمن للأطفال، والتي تمثل نحو 70% من الحالات. وتحدثت الأستاذة الجامعية 'أنيت سيمانتشين'، بجامعة 'بافالو' الأمريكية لموقع 'Futurity' حول صعوبة النظر في الادعاءات الماضية من الإهمال، وذلك في حالات لا تستدعي القلق. ولكن في حالات الإهمال المزمن فإن العاملين في المنظمات سيلاحظون مدى أثر الإهمال في الماضي على القضية الحالية. وأضافت 'سيمانتشين' أن المنظمات بحاجة لتدريب موظفيها على ملاحظة أدلة الإهمال بشكل مبكر. إن التدريب الجيد، والتنفيذ الجيد لبروتوكولات تقييم المخاطر يضمنان سلامة تقييم الحالات، بحيث يكون التقييم شاملا لتاريخ العائلة مع الإهمال. هذا كله مغزاه أن الإهمال الموقت أو الإهمال المزمن يتسببان في هشاشة قيم الأطفال، ويكسران ثقتهم في أنفسهم وفي العالم من حولهم، مما يستدعي التعامل مع الأطفال بحرص أكبر، وحب أكثر.