التنافس والتكامل

يصعب في كثير من الأحيان تطبيق مفهوم التكامل في كثير من بيئات العمل خاصة وأننا ومنذ مراحل التعليم الأولى عملنا على تعزيز وزرع أن البيئة التنافسية هي المحفز للنجاح والسبيل الوحيد للصدارة سواء كان ذلك على مستوى التعليم في مختلف المراحل الدراسية أو مجالات مختلفة كالترفيه من خلال الألعاب الرياضية سواء الفردية أو الجماعية أو العلاقات الاجتماعية، ولذلك دوما تبرز لدينا مشكلات في فهم المعنى السامي للتكامل، وما هذه المشكلات إلا إفرازات للبيئة التنافسية غير العادلة والتي اعتدنا على خلقها من أجل التحفيز لإنجاز مهمة أو نشاط أو للقيام بالأعمال الروتينية اليومية

يصعب في كثير من الأحيان تطبيق مفهوم التكامل في كثير من بيئات العمل خاصة وأننا ومنذ مراحل التعليم الأولى عملنا على تعزيز وزرع أن البيئة التنافسية هي المحفز للنجاح والسبيل الوحيد للصدارة سواء كان ذلك على مستوى التعليم في مختلف المراحل الدراسية أو مجالات مختلفة كالترفيه من خلال الألعاب الرياضية سواء الفردية أو الجماعية أو العلاقات الاجتماعية، ولذلك دوما تبرز لدينا مشكلات في فهم المعنى السامي للتكامل، وما هذه المشكلات إلا إفرازات للبيئة التنافسية غير العادلة والتي اعتدنا على خلقها من أجل التحفيز لإنجاز مهمة أو نشاط أو للقيام بالأعمال الروتينية اليومية.هذه البيئة التنافسية التي نوجدها حولنا امتدت إلى مجالات أخرى نحتاج فيها أن تكون البيئة المحيطة بها بيئة تكاملية تجاه الأنشطة والأعمال والمهام المختلفة والمسؤوليات والواجبات، مما استدعى في كثير من الأحيان إيجاد حلول موقتة غير فاعلة عبر لجان تنسيقية أو من خلال اجتماعات ولقاءات لا تخرج في إطارها العام عن الرغبة في تجاوز معضلة قائمة في النظام الإداري أو مأزق تنظيمي بحت لحل مشكلة أخرى في مجالات عمل متقاربة كخدمات بعض الجهات دون أن نسعى إلى تحسين الأساس بتطوير مرتكزات بيئات العمل من تنافسية إلى تكاملية، وحتى تلك اللجان التنسيقية والاجتماعات واللقاءات لم تخرج بجديد، لأن النافذة التي يطل بها جميع المشاركين والمحور الذي يتحركون حوله هو ذات المفهوم لدى الجميع سواء أفرادا أو جهات، مرتكزا على النظرة لبيئة تنافسية بحتة، فحينا يكون التنافس تجاه التحصل على مسؤوليات أعلى للإشراف على مجال ما، وحينا يكون التنافس تجاه التنصل من مسؤولية ما لحدوث الفشل، وبذلك تبقى العديد من الملفات المهمة عالقة ومتراكمة بلا حلول مع غياب تام للرؤية الصحيحة وبقاء تلك النافذة التنافسية مطلة يتآكل معها ما بقي لدى المنظمات من جهود سعيا وراء تحقيق النجاح الموهوم.لعل أهم ما يواجه قادة التغيير في المنظمات هو إيجاد رؤية جديدة ترتكز على قاعدة العمل في بيئة تكاملية سواء داخل المنظمات وضمن هياكلها الإدارية أو خارجها عبر علاقتها مع منظمات وقطاعات أخرى وهذا أمر لا مناص منه خاصة بعد فشل العديد من المنظمات والهيئات في إدارة ملفات أضحت تسبب أزمات متكررة في ظل وجود الإمكانات والموارد التي أتيحت لها لمعالجتها، ويبقى أن أوضح بأنني لا أهاجم البيئة التنافسية بقدر تسليطي الضوء على سوء التطبيق لها في مجالات عمل هي أحوج ما تكون إلى تغيير بيئات العمل لتكون تكاملية.تذكرة مغادرة: تأسيس قيادات شابة تؤمن بأن الحلول المثلى لمعالجة القضايا الحالية والمستقبلية هي بوجود بيئات عمل مزدوجة بين تحقيق التكامل الفعلي وتفعيل دور التنافس العادل بتماس ودون أن يطغى أحدهما على الآخر سيكون ذلك أبرز نجاح فعلي يستطيع تحقيقه قادة التغيير اليوم.