قرية الأطاولة كتاب مفتوح لحكاوى التراث
تستطيع أن تتنسم عبق التاريخ بين جنبات المواقع التراثية، وإذا ما حظيت تلك المواقع بالاهتمام الواجب والفعاليات التي تحاكي ما كان عليه سكان تلك الأماكن في الماضي، فإن الوضع يختلف، حيث تشعر أنك تعيش داخل هذا التاريخ ذاته
الاحد / 9 / رمضان / 1435 هـ - 00:45 - الاحد 6 يوليو 2014 00:45
تستطيع أن تتنسم عبق التاريخ بين جنبات المواقع التراثية، وإذا ما حظيت تلك المواقع بالاهتمام الواجب والفعاليات التي تحاكي ما كان عليه سكان تلك الأماكن في الماضي، فإن الوضع يختلف، حيث تشعر أنك تعيش داخل هذا التاريخ ذاته. وفي قرية الأطاولة التراثية بمنطقة الباحة يمكنك التعايش مع فترة سابقة من تاريخ المكان عبر عدد كبير من كبار السن عمدوا إلى إعادة الماضي بأغلب طقوسه بين جنبات القرية التراثية، فتجد لعبة «القطرة والزقطة» والتي كانت تلعب في أوقات التجمع في السوق وتحت شجر الرقاع وهي لعبة لا تعتمد على الحظ بل على الذكاء. وتعد قرية الأطاولة التراثية من المواقع السياحية الرائعة لتميز موقعها المرتفع بوسط مدينة الأطاولة بمحافظة القرى شمال الباحة 60 كم وإطلالتها على المدينة من كل الجهات ولقربها من الشارع العام طريق الطائف الباحة، وتحتوي مباني عدة قديمة ذات تصميم فريد ومنها حصن العثمان وحصن دماس، وهذان الحصنان مكونان من عدة أدوار، كما يمكن ملاحظة وجود مسجد القرية الأثري القديم يتوسط الموقع وعدة مبان أخرى ذات تصاميم أثرية نادرة، ومن المتوقع في حال اكتمال إنشاء هذه القرية أن تكون مرجعا تاريخيا للسياحة وعاشقي التراث. وتشهد القرية العديد من المناشط والفعاليات المتنوعة خلال المناسبات والمهرجانات المختلفة.
إحياء التراث
شرعت بلدية محافظة القرى قبل عام في إعادة تأهيل وترميم القرية التراثية وسط مدينة الأطاولة بمبلغ مليون ومائتي ألف ريال، حيث أوضح رئيس بلدية محافظة القرى محمد بن خميس العويفي أن هذا المبلغ يمثل المرحلة الأولى، والتي تتكون من ترميم ممرات المشاة وتهيئة جلسات وإنارة مدخل القرية وتسهيل الوصول لها من عدة جهات، كما بين العويفي أن هناك مراحل مستقبلية متواصلة لتطوير القرية وجعلها وجهة لكل زائر وذلك بإنشاء متحف أثري وبعض الخدمات الأخرى من مطاعم شعبية ومحلات مقتنيات أثرية وغيرها، وقد دعا العويفي الأهالي للتعاون مع بلدية القرى في الخروج بهذا المشروع بالشكل المأمول والذي يعكس ماضي وحاضر المكان.
قرية أثرية وليست تراثية
يقول المؤرخ علي سدران الزهراني إن الصواب هو أن نطلق عليها القرية «الأثرية» لا التراثية، لأنها عبارة عن آثار وليس مجرد تراث، وثمة فرق بين الدلالات اللفظية للكلمتين. وأشار إلى أن القرية تضم مباني قديمة يعتقد أنها بداية الحياة السكانية في بلدة الأطاولة ونواة الحياة فيها من أولها حصن دماس الذي يعتقد أنه أول بناء أقيم في الأطاولة قبل عدة قرون ثم أقيمت حوله عدة مبان حجرية سكنية بعضها مؤلف من ثلاث طبقات وما زالت قائمة بشكل شبه جيد، وحصن آل عثمان وهو حصن المشيخة الذي سكنه عدد من شيوخ قبيلة قريش من آل عثمان لسنوات كثيرة وهو مبني من الحجر وبشكل فريد ومطلي بمادة «الشيدة» المعروفة محليا، وهي أقوى من الاسمنت بدليل صمودها حتى الآن. وهناك مبنى المدرسة الأولى في تاريخ الأطاولة وهو بناء حجري وكانت للبنين أولا ثم بعد ذلك للبنات، وثمة طرقات متعرجة وأخرى على هيئة مدرجات، والجامع القديم للأطاولة بميضأته المميزة على الطريقة التاريخية المعروفة، وتوجد باحة صغيرة للمصلين يليها بناء الجامع بمحرابه ومنبره المميزين وسقفه المرصوف بالأخشاب.